لأن المفرد قبل المركب ، وجاز وضع الجملة خبرا لأنها تفيد مثل ما يفيده المفرد (١).
قوله : (مثل : زيد أبوه قائم وزيد قائم أبوه) مثّل مثالا في الجملة الاسمية ، ومثلا في الجملة الفعلية ، وفيه تقسيم وهو أن الخبر يكون مفردا جامدا ، نحو (زيد أخوك) ومشتقا كاسم الفاعل والمفعول ، والصفة المشبهة ، نحو (زيد ضارب) و (عمرو مضروب) و (بكر حسن) وجملة اسمية ، نحو (زيد أبوه قائم) وفعلية نحو (زيد قائم أبوه) وحرفية نحو (زيد في الدار) وظرفية نحو (زيد عندك) وجملة إنشائية نحو (زيدا ضربه) و (زيد إن تعطه يشكرك) فمنع بعضهم أن تكون خبرا (٢) وأجازها الأكثر بتقدير القول ، ومنهم من قال : لا حاجة إليه لكثرته في القرآن ، نحو : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا)(٣)(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ)(٤)(فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ)(٥) إلى غير ذلك.
قوله : (ولا بد من عائد) يعني في الخبر ، يرجع إلى المبتدأ ، سواء كان ظاهرا ، أو مستترا ، وإنما اشترط الضمير لأن الخبر أجنبي عن المبتدأ ، فأتى بالضمير العائد إلى المبتدأ ليربط بينهما وتحصل الفائدة وإنما قال : ولا بد من عائد ، ولم يقل : ولا بد من ضمير ، لأن العائد أربعة أشياء :
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ٢٤.
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ٩١ وقد نقل الرضي رأي بعض الكوفيين.
(٣) العنكبوت ٢٩ / ٦٩ وتمامها : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ.)
(٤) العنكبوت ٢٩ / ٩ وتمامها : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ.)
(٥) آل عمران ٣ / ١٠٦ وتمامها : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ.)