أسود ، كما أردت أحد الزيدين عالم والآخر جاهل. وإن اختلفا في اتحاد المبتدأ أو تعدده ، فإنه لما كان يمكن التمييز في الفرس بين الأسود والأبيض ، أشبه المبتدأ المتعدد ، ولما لم يكن تمييز الجزء الحلو الحامض ، أشبه المبتدأ المتّحد ، قال اليمني (١) لا يجوز أن يعود من كل واحد منهما ضمير ، لأنه يصير التقدير : كله حلو ، وكله حامض فيؤدي إلى الجمع بين ضدين ، ولا خلوهما عنه ، لأنه ينقض قاعدة الصفة المشتقة ، ولا عودة من أحدهما لما فيه من التحكم ، لأنه يكون هو الخبر لعود الربط منه ، فلم يبق إلا أن يقدر الاسمين بمعنى اسم واحد فاحتمل للضمير ، وهو مزّ (٢).
قال ابن جني : وهذا الموضع كان أبو علي يخاطب به خاصة أصحابه ستين سنة ، وما أظنه فهمه إلا واحد أو اثنان.
دخول الفاء في خبر المبتدأ
قوله : (وقد يتضمن المبتدأ معنى الشرط) [فيصح دخول الفاء في
__________________
(١) أغلب الظن أنه أراد إما إبراهيم بن محمد بن أبي عباد إسحاق اليمني النحوي المتوفى بعد الخمسمئة وهو من أعيان النحويين باليمن. صنف مختصرين في النحو وهما مختصر سيبويه والتلقين في النحو ، ينظر البغية ١ / ٤٢٦. أو عمه الحسن بن اسحاق أبو محمد اليمني ويعرف بابن أبي عباد قال عنه الخزرجي : إمام النحاة في قطر اليمن وكان معاصرا لابن أخيه السابق ذكره ، وكلاهما يلقب باليمني توفي قريبا من ٥٩٠ ه صنف مختصرا في النحو يدل على فضله ومعرفته ينظر ترجمته في البغية ١ / ٥٠٠.
(٢) ينظر شرح التسهيل السفر الأول ١ / ٤٤٤ ، وشرح ابن عقيل ١ / ٢٥٧ ، وشرح المفصل ١ / ٩٩ ، الهوامع ٢ / ٥٣ ـ ٥٤.