اسم ما ، ولا المشبهتين بـ (ليس)
قوله : (اسم ما ولا المشبهتين بليس) إنما عملا لشبههما بـ (ليس) من حيث إنهما من عوامل المبتدأ والخبر ، وإن لهما صدر الكلام ، ونهما للنفي مطلقا ، واختصت (ما) بنفي الحال ، وبدخول الباء في خبرها وهو حكم لا يشبه ، وقد قيل إنه يشبه ، ولهذا لا يحذف خبرها ، وتدخل على المعرفة والنكرة وعملها فصيح.
قوله : (المشبهتين) خرج ما ليس لم يشبه بها ، لأن (ما) تكون اسمية وسيأتي في الموصول ، وحرفية ولها أقسام ؛ مصدرية ومنهم من جعل المصدرية اسما ، وزائدة ، نحو (غضبت من غير ما جرم) (١) ونافية وهي الداخلة على غير المبتدأ والخبر نحو (ما ضربت) وعاملة وهي التي بمعنى (ليس) وهي الرافعة للاسم والناصبة للخبر عند البصريين (٢) وأما الكوفيون فيقولون : نصبت الاسم والخبر مرتفع بما كان من قبل وهو ضعيف لأنهم يعملونها في الأبعد دون الأقرب ، وأما (لا) فهي للنهي نحو : (لا تفعل) ، وزائدة نحو (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ)(٣). وعاطفة ونافية غير
__________________
(١) ينظر المفصل ٣١٢ ، وشرح المفصل ٨ / ١٣١ وما بعدها.
(٢) ينظر الإنصاف مسألة ١٩ ، ١ / ١٦٥ وما بعدها.
(٣) الأعراف ٧ / ١٢ وتمامها : (قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ.)