قوله : (ويا رجلا لغير معين) (١) هذا القسم الثالث من أقسام المنصوب وهو النكرة المقصودة ، نحو (يا رجلا) و (يا غلاما) وإذا لم تعين شخصا بعينه ، ومنع المازني (٢) من نداء النكرة غير المقصودة ، قال : لأن من المحال أن ينادي الإنسان ما لا يقبل عليه ، وما ورد فتنوينه للضرورة ورد بقول الأعمى (يا رجلا خذ بيدي).
توابع المنادى
قوله : (وتوابع المنادى المبني [المفردة](٣)) سواء بني على الضم ، نحو (يا زيد) أو على الكسر نحو (يا حذام) أو (يا هؤلاء) فإنه يجوز في تابعه الضم والفتح ، يحترز من توابع المعرب كالمضاف ، فإنه يعرب على اللفظ فقط ، تقول : (يا عبد الله الظريف) بالنصب فقط ، ومن المستغاث فإنه يعرب بالجر نحو (يا لزيد وعمرو) قال :
[١٥٤] يا لعطافنا ويا لرياح |
|
وأبي الحشرج الفتى النفاح (٤) |
وبالنصب أيضا دون الرفع ، وأجاز بعضهم في تابع المستغاث الذي في آخره زيادة ، الاستغاثة نحو (يا زيدا وعمرا) فإن المتبوع مبني على الفتح ، وليس يجوز في تابعه إلا النصب على المحل.
__________________
(١) قال الرضي في شرحه ١ / ١٣٦ ولا يرى البصريون بأسا بكون المنادى نكرة غير موصوفة لا في اللفظ ولا في التقدير إذ لا مانع من ذلك.
(٢) ينظر مناقشة رأي المازني في الأصول لابن السراج ١ / ٣٧١ ، ٣٧٢ ، وهمع الهومع ٣ / ٤١.
(٣) ما بين حاصرتين زيادة من الكافية المحققة.
(٤) سبق تخريجه في الصفحة ٣١٤ وبرقم ١٤٦.