الاشتغال
قوله : الثالث : (ما أضمر عامله على شريطة التفسير) أي الثالث ، مما حذف فعله وجوبا وهو ثاني القياسية وإنما وجب الإضمار ، لأن المفسر كالعوض من الناصب ، وهو لا يصح الجمع بين العوض والمعوض منه كما في (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ)(١) ويعني شريطة التفسير ، أن المقدر موافق للمفسر على ما يأتي ، وحقيقته ما ذكر.
قوله : (كل اسم جنس) لأنه لا بد أن يكون اسما لأنه مفعول به. قوله : (بعده فعل) خرج ما قبله فعل ، نحو (ضربت زيدا) فإنه ليس من هذا ، وما بعده اسم ، نحو (زيد قائم) أو حرف نحو (زيد في الدار).
قوله : (أو شبهه) يعني اسما الفاعلين والمفعولين اللذين يصح أن يتقدم معمولهما عليهما ، نحو (زيدا أنا ضاربه) (وزيدا أنت محبوس عليه) ولا بد
__________________
(١) التوبة ٩ / ٦ وتمامها : (فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ.)
قال الرضي فيما ينقله عن الكسائي والفراء في ١ / ١٦٣ : (وهذا عند الكسائي والفراء ليس مما ناصبه مضمر بل الناصب لهذا الاسم عندهما لفظ الفعل المتأخر عنه إما لذاته إن صح المعنى ، واللفظ بتسليطه عليه نحو : زيدا ضربته. فضربت عامل في زيدا ، كما أنه عامل في ضميره ، وأما إن اختل المعنى بتسليطه عليه فالعامل فيه ما دل عليه ذلك الظاهر). وينظر معاني القرآن للفراء ١ / ٤٢٢.