المفعول له [ظ ٥٠]
قوله : (المفعول له) هو رابع الحقيقية ، وقدّم على المفعول معه لأن دلالته أقوى منه ، لأن كل فعل لا بد له من علة ، ما لم يكن سهوا ولا عنتا ، بخلاف المصاحب فإنه يستغني عنه الفاعل في الفعل.
قوله : (ما فعل لأجله فعل) جنس الحد ، ودخل فيه التأديب حسن إذا قلته ، وقد شاهدت ضربا لأجل التأديب فإنه فعل لأجله فعل غير مذكور (١).
قوله : (مذكور) خرج ما دخل وسواء كان الفعل المذكور ملفوظا به كـ (ضربته تأديبا) أو مقدر كقولك في جواب السؤال ، لم ضربته؟ فقلت : تأديبا ونحو قوله : (ما جاء بك.؟ أحد با على قومك أم رغبة في الإسلام)؟ومراده بقوله : (فعل مذكور) المصدر لا الفعل الاصطلاحي.
قوله : (مثل ضربته تأديبا ، وقعدت عن الحرب جبنا) إنما مثل
__________________
(١) ينظر ابن الحاجب في شرحه ٣٨ : (واحترز من مثل أعجبني التأديب وكرهت التأديب فهو وإن كان علة لفعل فليس علة لفعل مذكور) ، وللتفصيل ينظر الكتاب ١ / ٣٦٧ وما بعدها ، والأصول لابن السراج ١ / ٢٠٦ ، وشرح المفصل ٢ / ٥٢ وما بعدها ، وشرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٢١٢ وما بعدها ، وشرح الرضي ١ / ١٩٢ وما بعدها ، وشرح ابن عقيل ١ / ٥٧٣ وما بعدها.