الحال
قوله : (الحال) هذا أول المفعولات المشبهة (١) على كلام النحاة خلافا للزجاجي ونجم الدين (٢) ، فإنهما جعلاه من الحقيقية. وانتصابه لشبهه بالظرف لأنه فضلة تقدر بـ (في) وقال الفارسي : (٣) لشبهه بالمفعول به.
قوله : (ما يبين هيئة الفاعل) ما جنس للحد لأن الحال يكون اسما وفعلا. قوله : (يبين هيئة الفاعل والمفعول) خرجت الصفة ، والتمييز ، لأنهما يبينان الذات من غير نظر إلى فاعل أو مفعول ، وخرج نحو (رجع القهقرى) فإنه وإن بين هيئة ، فهي هيئة الفعل لا الفاعل ، والمراد بالهيئة ما ينتقل ، كالركوب والوقوف وهو بخلاف الصفة ، فإنها ثابتة لا تنتقل ، مثال ما يبين هيئة الفاعل ، (جاء زيد راكبا) ، ومثال المفعول : (شربت السويق ملتوتا) ، وهيئتهما على البدل (٤) (ضربت زيدا قائما) وعلى الجمع بلفظ واحد (ضربت زيدا قائمين) قال :
[٢٢١] متى ما تلقنى فردين ترجف |
|
روانف إليتيك وتستطارا (٥) |
__________________
(١) ينظر شرح المفصل ٢ / ٥٥. قال ابن يعيش وإذ قد ثبت أنها ليست مفعولة فهي تشبه المفعول من حيث أنها تجيء بعد تمام الكلام).
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ١٩٨ ـ ١٩٩.
(٣) ينظر رأي الفارسي في المقتصد في شرح الإيضاح ١ / ٦٧٣ وفي الكافية المحققة (أو) بدل (و).
(٤) ينظر شرح المفصل ٢ / ٥٥.
(٥) البيت من الوافر وهو لعنترة العبسي في ديوانه ٢٣٤ ، وينظر المفصل ٦١ ، وشرحه لابن ـ يعيش ٤ / ١١٦ ، وأمالي ابن الحاجب ١ / ٤٥١ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٣٠١ ، وهمع الهوامع ٤ / ٣٤٠ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٩٧ ، ٧ / ٥٠٧ ـ ٥١٤.
ويروى روادف بدل روانف.
والشاهد فيه قوله : (فردين) حيث جاء حالا من الفاعل والمفعول في تلقني كما ذهب إلى ذلك الشارح.