كافية ولا حاجة إلا تكلف الاشتقاق (١) ، وكذلك في الصفة ، وهذا مذهب جماعة من النحاة ، وحجتهم وروده وأكثر ما يكون إذا وصف الحال نحو : (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا)(٢). (لِساناً عَرَبِيًّا)(٣). (قُرْآناً عَرَبِيًّا)(٤). وقوله :
[٢٣٢] اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا |
|
في قصر غمدان دارا منك محلالا (٥) |
وقيل إنه بتقدير فعل نحو : اسكن دارا ، وقيل : هو مفعول متقدم على فعله وهي محلالا ، وهي تسمى الحال الموطأة (٦) بفتح الطاء لأن الصفة أكسبت الموصوف الاشتقاق ، فكأنه وطأته للحالية ، وأفادت التشبيه نحو (وقع المصطرعان عدلي بعير) (٧) وقوله :
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ٤٠. قال في الصفحة نفسها (لا حاجة إلى اشتراط الاشتقاق ولا إلى تكلفه لاستقلال ما يدل على الهيئة) وقد أيد الرضي هذا الرأي ينظر ١ / ٢٠٧.
(٢) مريم ١٩ / ١٧ ، وتمامها : (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا.)
(٣) الأحقاف ٤٦ / ١٢ وتمامها : (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً ، وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ.)
(٤) الزخرف ٤٣ / ٣ وتمامها : (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.)
(٥) البيت من البسيط وعجزه في اللسان فقط مادة (غمد) ٥ / ٣٢٩٣ ، وهو بلا نسبة فيه. ويروى رأس بدل قصر. وغمدان البناء العظيم بناحية صنعاء اليمن قيل هو من بناء سليمان.
والشاهد فيه قوله : (دارا) حال موصوفة بمحلالا وهي جامدة.
(٦) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٠٧ حيث قال : فلا شك أن الأغلب في الحال والوصف الاشتقاق ، فمن الأحوال التي جاءت غير مشتق قياسا الحال الموطئة ، وهي اسم جامد موصوف بصفة هي الحال في الحقيقة فكان الاسم الجامد وطّأ الطريق لما هو حال في الحقيقة لمجيئه قبلها موصفا بها.
(٧) يروى المثل عير بدل بعير ، ينظر مجمع الأمثال وفيه : وقعا كعكمي عير ، وجمهرة الأمثال ٢ / ٣٣٦ ، واللسان مادة (عدل) ٤ / ٢٨٤٠ وفيه بعير بدل عير وفي مادة (عكم) (وقع المصطرعان عكمي عير) وفيه (كعكمي عير) ٤ / ٣٠٦١.