الإعراب ما اختلف آخر المعرب بالإعراب ، وجوابه أنه ضمير فكأنه قال حده تغييره.
الثاني : أنه يلزم أن يكون العامل إعرابا ، لأنه اختلف به آخر المعرب ، وجوابه أنه إنما اختلف بعمل العامل لا به ، واعلم أن الشيخ بنى حده على الإعراب بالحركات أنفسها ، لأنه قال في شرحه ، وهذا أولى من قولهم : الإعراب هو : اختلاف الآخر (١) ، وهذه مسألة خلاف ، فمذهب طائفة من النحاة ، وهو ظاهر كلام سيبويه (٢) إلى أن الإعراب : أمر معنوي ، وهو الاختلاف ، والحركات علامات للاختلاف ، وذهبت طائفة منهم الشّلوبين (٣) وهذا المصنف (٤) إلى أن الإعراب الحركات أنفسها لا أمرا آخر يسمى اختلافا ، ولكل منهم حجة ، فحجة سيبويه (٥) وأصحابه ثلاثة أوجه ، أنه يلزم في الموقوف عليه ونحوه البناء ، لأنه لا حركة فيه ، وإنا إذا أطلقنا على الحركة والحرف ، كان نقلا له بالكلية عن الوضع اللغوي ، بخلاف إطلاقه على الاختلاف ، فإنه تخصيص للوضع اللغوي الذي
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ٩ ، وعبارة ابن الحاجب هي : (هذا أولى من حد الإعراب باختلاف الآخر). وأماليه ٢ / ٦٠٢.
(٢) ينظر الكتاب ١ / ١٣ وما بعدها ، وشرح المفصل لابن يعيش ١ / ٥٠ ـ ٥١ وشرح الرضي هامش ١ / ٢٣.
(٣) أبو علي الشلوبين (عمر بن محمد عمر بن عبد الله ولد سنة ٥٦٢ ه وتوفي في سنة ٦٤٥ ه ، صنف تعليقا على كتاب سيبويه أو شرح على الجزولية ، والتوطئة. ينظر ترجمته في البغية ٢ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥. ينظر رأي أبي علي الأستاذ في التوطئة ١١٦ ، والهمع ١ / ٤٠.
(٤) ينظر شرح المصنف ٩.
(٥) ينظر الكتاب ١ / ١٣ وما بعدها والإنصاف للأنباري ١ / ٣٣ وما بعدها ، وشرح الرضي ١ / ١٧ ، قال ابن يعيش في شرح المفصل ١ / ٥٢ : فذهب سيبويه إلى أنها حروف إعراب والإعراب فيها بقدر كما في الأسماء المقصورة ...).