لفعل محذوف والتقدير : فلم يدر إلا الله ، درى ما هيجت لنا. [الهمع / ١ / ١٦١ ، والأشموني / ٢ / ٥٧].
(١٠٤) تزوّدت من ليلى بتكليم ساعة |
فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها |
منسوب إلى قيس بن الملوح صاحب ليلى.
فما زاد إلا : ما نافية. زاد : ماض ـ إلا : أداة حصر. ضعف : مفعول به لـ زاد (ما) اسم موصول مضاف إليه. (بي) جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول. كلامها : فاعل (زاد).
الشاهد : «فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها : حيث قدم المفعول به وهو «ضعف» على الفاعل وهو «كلامها» مع كون المفعول منحصرا بـ إلا. وهذا جائز عند الكسائي وأكثر البصريين. [الهمع / ١ / ١٦١ ، والأشموني / ٢ / ٥٧].
(١٠٥) ولو أنّ مجدا أخلد الدّهر واحدا |
من الناس أبقى مجده الدّهر مطعما |
لحسان بن ثابت يرثي مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصيّ أحد أجواد مكة. يريد : أنه لا بقاء لأحد في هذه الدنيا مهما يكن نافعا لمجموع البشر.
لو : حرف شرط غير جازم. (أن مجدا أخلد) المصدر المؤول فاعل لفعل محذوف والتقدير : لو ثبت... وهو فعل الشرط. الدهر : منصوب على الظرفية الزمانية. أبقى : جواب الشرط. مجده : فاعل أبقى ـ والهاء : مضاف إليه يعود إلى «مطعم» المتأخر.
والشاهد : أبقى مجده مطعما : حيث أخر المفعول به ـ مطعما ـ عن الفاعل ، وهو ، «مجده» مع أنّ الفاعل مضاف إلى ضمير يعود إلى المفعول ، فيقتضي أن يرجع الضمير إلى متأخر لفظا ورتبة.
ويبدو أن القول بأن المفعول به متأخر في الرتبة ، ليس ثابتا ، لأن المفعول به قد يتقدم في منازل لا يتطاول إليها الفاعل ، حيث يتقدم كثيرا على الفعل فتقول : «الكتاب قرأت» والفاعل لا يتقدم. ويتقدم على الفاعل كثيرا فنقول : «قرأ الكتاب محمد». فهاتان منزلتان يتقدم فيها المفعول ، وليس للفاعل إلا منزلة واحدة. ويتقدم المفعول به على الفاعل ، لأهداف بلاغية ، لا تذكر لتقدم الفاعل على المفعول.. حيث يتقدم الفاعل