خَوِصَتْ عَيْنُهُ ، ودنَّقَتْ ، وقَدّحَتْ ـ إذا غارَتْ.
وقال أبو عُبَيْدٍ ، قال أبو زَيْدٍ ـ في النَّعْجَةِ ـ : إذا اسْوَدَّتْ إحدى عَينَيْها وابيضّتِ الأخرى فهي خَوْصَاءُ.
وقد خَوِصَتْ خَوَصاً ، واخوَاصَّتِ اخْوِيصَاصاً.
وفي الحديث : «مَثَلُ المَرْأَةِ الصَّالِحَةِ مَثَلُ التَّاجِ الْمُخَوَّصِ بالذّهَبِ ، وَمَثَلُ المرأة السُّوء كالْحِمْل الثَّقِيلِ عَلَى الشّيْخِ الكَبيرِ».
وتخْوِيصُ التاج : مأخوذٌ من خُوصِ النَّخل .. يُجْعَلُ له صَفائِحُ من الذهب عَلَى قَدْرِ عِرَضِ الْخُوص.
أبو العبّاس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : خَوَّصَ الرجل ـ إذا ابتدأَ بإكْرَامِ الكِرَامِ ثم اللِّئامِ.
وأنشد :
يَا صَاحِبَيَ خَوِّصَا بِسَلِ
ـ أي : ابْتَدِئَا بكِرَامِ الإبِلِ فاسقِيَاها فإنْ نَقصَ الماءُ كان على شِرَارِها.
وأخبرني المنذريُّ ـ عن ثعلَبٍ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : ويقال : خَصَّفَهُ الشَّيْبُ وخَوَّصَهُ وأَوْشَمَ فيه .. بمعْنًى واحدٍ.
وقال غيرُه : خَوَّصَهُ الشَّيْبُ وخَوَّصَ فيه إذا بَدَأ فيه.
وقال الأخْطَلُ :
زَوْجَةُ أَشْمَطَ مَرْهُوبٍ بَوَادِرُهُ |
قدْ كانَ في رَأْسِهِ التخْوِيصُ والنزَعُ |
وسمعت أَرْبابَ النَّعَمِ يقولون للرّعْيانِ يَوْمَ الوِرْدِ ـ إذا أوردوا الَإبل ـ والساقِيان يُجِيلَانِ الدِّلَاءَ في الحوض حتى فاض ـ : ألا وخَوِّصُوها أَرْسَالاً. ولا تُورِدُوها جملةً فَتَباكَّ عَلَى الْحَوْضِ وتَهْدِمُ أَعْضادَه فيَثْنُونها على مَدَى غَلْوَةٍ ؛ ويُرْسِلُون منها ذَوْداً بعد ذَوْدٍ ؛ فيكونُ ذلك أَرْوَى للنَّعَم وأَهْوَنَ على السُّقاةِ.
ومنه قولُ الراجز :
يَا صاحِبَيَ خَوِّصا بالأرْسَالْ
وقال آخر :
يَا صاحِبيَ خَوِّصَا بِسَلِ
ويقال : إنَّ فلاناً لَيُخَوِّصُ من ماله ـ إذا كان يُعْطِي الشيءَ الْمُقَارِبَ.
وكلُّ هذا مأخوذ من تَخْوِيصِ الشَّجر ـ إذا أَوْرَقَ قليلاً قليلاً.
ويقال : نِلْتُ من فلان خَوْصاً خَائِصاً وخَيْصاً خَائصاً ـ إذا نِلْتُ منه شيئاً يَسِيراً.
ومنه قول الأَعْشى :
لَقَدْ نَالَ خَيْصاً مِنْ عُفَيْرَةَ خَائِصَا
وقَارَةٌ خَوْصَاءُ : مرتَفِعَةٌ طويلةٌ.
وقال الشاعر :
رُباً بَيْنَ نِيقَيْ صَفْصَفٍ وَرَتائجٍ |
بِخَوْصاءَ مِنْ زَلَّاءَ ذَاتِ لُصُوبِ |
وقال ابن الأعرابي : الْخَيْصاءُ ـ من المِعْزَى ـ : التي أَحَدُ قَرْنَيْهَا مُنْتَصِبٌ ، والآخرُ لاصقٌ برأسها.
والْخَيْصَاءُ ـ أيضاً ـ : العَطِيَّة التَّافِهَة.