وغَلِط في تفسير البيت جُمْلَةً.
والبيتُ لِلَبيدِ في قصيدة له قرأتُها : يقال : خَوَّدَ البعيرُ تخْوِيداً ـ إذا أسرع ، والرِّوَايةُ :
وَخَوّدَ فَحْلُها مِنْ غَيرِ شَلٍ
وَصَفَ بَرْدَ الزَّمانِ ، وإسراعَ الفَحْل إلى مَرَاحِه مُبَادِراً هُبُوبَ الرِّيح الباردةِ أَصِيلاً ـ كما يُخَوِّدُ الظلِيمُ ـ إذا رَاحَ إلى بَيْضِه وأُدْحِيِّهِ.
وقال أبو عُبَيدٍ ـ عن أصحابه ـ : التَّخْوِيدُ سُرْعَةُ سير البعير فهذا هو الصحيحُ.
وأما قول الليث : خَوّدْتُ الفَحْلَ ـ إذا أرسلتُهُ في الإبل ، فهُو باطلٌ .. ما قاله أحدٌ.
وقال الليث : الْخِيدُ : فارِسيَّةٌ ـ حَوّلُوا الذّالَ دالاً فأَعْرَبُوهُ.
قلتُ : يُعْنَى به الرَّطْبَةُ.
خدي ... وخد : يقال : خَدَى البعيرُ .. يَخْدى خَدْياً ـ فهو خَادٍ ـ إذا أَسْرَع المشيَ.
ومثله : وَخَدَ يَخِدُ ، وخَوَّد يُخَوِّدُ.
كُلُّهُ بمعنًى واحد.
وقال الليثُ : الْوَخْدُ : سَعَةُ الْخَطْوِ في المشي.
ومثُلُهُ : الْخَدْيُ ـ لغتان.
يقال : وخَدَتِ الناقةُ. تخِدُ وَخْداً ووُخُوداً.
وخَدتْ تخْدِي خَدْياً.
وبَعِيرٌ وَخَّادٌ. وقال النَّابِغَةُ :
فمَا وَخَدَتْ بمِثْلِكَ ذاتُ غَرْبٍ |
حَطُوطٌ في الزِّمامِ وَلَا لَجُونُ |
وأنشد أبو عُبَيدٍ ـ في الناقة الوخُودِ :
وَخُودٌ مِنَ اللَّائِي تَسَمَّعْنَ بالضُّحَى |
قَرِيضَ الرُّدَافَى بالْغِنَاءِ المُهَوِّدِ |
داخ ـ ودوَّخ : قال الليث : يقال : دَاخَ لنا فلان يَدُوخُ ـ إذا ذلّ وخضع.
وقد دَوَّخْنَاهُمْ تَدْوِيخاً .. ودُخْناهُمْ دَوْخاً.
قلتُ : ويقال : دَاخ يَدِيخُ إذا ذَلَّ.
وقد ديَّخْتُه وذَيَّخْتُهُ ـ بالدال والذال ـ إذا ذَلَّلْتُهُ .. فهو مدَيَّخٌ ومُذَيَّخٌ ـ أي : مُذَلَّلٌ.
قال ذلك ابن الأعرابي وحكاه أبو عبيد عن الأحْمَرِ ـ بالذال ـ أي : ذَيَّخْتُهُ.
فأنكرهُ شمِرٌ بالذّالِ ، وزَعَم أنه بالدال وهو صَحِيحٌ لا شكّ فيه ـ بالذال والدال.
وأنشد شمر :
قاعَ وَإنْ يَتْرُكْ فَشَوْلٌ دُوَّخُ
ودَوَّخَ فلانٌ البلادَ ـ إذا سار فيها حتى عَرَفَها ، ولم يَخْفَ عليه طُرُقُها.
وروى اللَّيث ـ في هذا الباب ـ حَرْفاً صَحّفَه فقال : أخد : قال : والْمُستَأْخِدُ : الْمُستَكينُ. قال : ومَرِيضٌ مُستأخِدٌ ـ أي : مُستكينٌ لمرضه.
قلتُ : هذا حَرفٌ مُصَحَّفٌ ، قُلبَت الذّال دَالاً فيه.
والصّوَابُ : «الْمُستأخِذُ» ـ بالذَّال .. وهو الذي يَسيل الدّم من أَنفِه.
ويقال .. للذي بعَينهِ رَمَدٌ : مُستأخِذٌ ـ أيضاً.