وقال أبو سَعيد : كل دابَّة استعمِلت من إبل وبقر وحَمِير رقيق فهي نَخَّةٌ ونُخَّةٌ ، وإنما نَخَّخَها استعمالُها.
وقال الرَّاجِزُ يصف حادِيَيْنِ للإبل :
لا تَضْرِبا ضَرْباً ونُخَّا نَخَّا |
ما تَرَك النَّخُ لَهُنَّ مُخَّا |
قال : وإذا قهر رجل قوماً فاستأْدَاهُمْ ضَرِيبَةً صاروا نُخَّةً له.
قال : وقوله :
دِينَارَ نَخَّةِ كلْبٍ وهْوَ مشْهُودُ
كان أَخْذَ الضَّرِيبةِ من كلْبٍ نَخّاً لهم ـ أي استعمالاً.
قال : والنَّخُ أَنْ تقول لِسَيِّقَتِكَ وأنت تحثُّها : إخْ إخْ ، فهذا النَّخُ.
قلت : وسمعت غير واحد من العرب يقول : نَخْنِخْ بالإبل أي ازْجُرْها بقولك : إخْ ، إخْ ، حتى تَبْرُك.
وقال الليث : النَّخْنَخَةُ من قولك : أَنَخْتُ الإبل فاستناخت ، أي بَركَتْ ، وَنَخْنَخْتُها فَتَنَخْنَخَتْ : من الرَّجْز ، وأما الإنَاخةُ فهو الإبراك ، لم يُشْتَقَّ من حكاية صَوْتٍ ، ألا ترى أن الفحل يَستنيخُ الناقةَ فَتَنَخْنَخُ له؟.
والنَّخُ أن تُناخَ النَّعَم قريبةً من المُصَدِّقِ حتى يُصدِّقَها ، وأنشد :
أَكْرِمْ أَمِيرَ الْمُؤمنين النَّخَّا
قال : والنَّخُ من الزَّجْر من قولك : إخْ إخْ ، يقال : نَخَ بها نَخّاً شديداً ، ونَخَّةً شديدة ، وهو التَّأْنِيخُ أيضاً.
وقال ابن شُمَيْل : يقال : هذه نخَّةُ بني فلان أي عَبِيدُ بني فلان.
ثعلب عن ابن الأعرابي : نَخْنَخَ إذا سار سيراً شديداً ، ويقال : هذا من نُخِ قلبي وَنُخَاخَةِ قلبي : ومن مُخِّ قلبي ـ أي من صافيه.
باب الخاء والفاء
[خ ف]
خف ، فخ : مستعملان.
خف : قال الليث : الخُفُ خُفُ البعير ، وهو مجمع فِرْسِنِه.
تقول العرب : هذا خُفُ البعير ، وهذه فِرْسِنُهُ ، والْخُفُ ما يَلْبَسُهُ الإنسان.
ورُوِي عن النبيِّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «لا سَبَقَ إلّا في خُفٍ أو نَصْلٍ أَوْ حَافِرٍ» ، فالْخُفُ : الإبل هاهنا ، والحافر الخيل ، والنَّصل : السَّهم الذي يُرْمَى به ، ومجازه : لا سَبَق إلا في ذي خُفٍ ، أو ذِي حافرٍ ، أو ذِي نَصْلٍ.
وقال الليث : الخِفَّةُ : خِفَّةُ الوَزن ، وخِفَّةُ الحال.
وخِفَّةُ الرجل : طَيْشُه وخفَّته في عمله ، والفعلُ من ذلك كُلِّه : خَفَ يَخِفُ خِفَّةً ، فهو خَفِيفٌ ، فإذا كان خَفِيفَ القلب متوقّداً فهو خُفَافٌ ، يُنْعَتُ به الرجلُ ، كأنه أَخَفٌ من الخَفِيفِ ، وكذلك : بَعِيرٌ خُفَافٌ ، وأنشد :
جَوْزٌ خُفَافٌ قَلْبُهُ مُثَقَّلُ
ويقال : أَخَفَ الرجل : إذا خَفَّتْ حالُه ورقَّت.