تهذيب اللغة [ ج ٧ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تهذيب اللغة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

وفي الحديث : «نَجَا الْمُخِفُّونَ» ، وأَخَفَ الرجل : إذا كان قليل الثَّقَلِ في سفره أو حضَره.

والْخُفوفُ : سرعة السير من المنزل ، يقال : حان الخُفُوفُ ، وخَفَ القوم : إذا ارتحلوا مسرعين ، وقال لَبِيدٌ :

خَفَ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أَوْ بَكَرُوا

والخِفُ كل شئ خَفَ مَحْمِلُهُ. وقال امْرُؤ القَيْس :

يَطِيرُ الْغُلامُ الْخِفُ عَنْ صَهَوَاتِه

ويقال : جاءت الإبل على خُفٍ واحد : إذا تَبعَ بعضُها بعضاً ، مقطورةً كانت أو غيرَ مقطورة ، وخَفَ فلان لفلان : إذا أطاعه وانقاد له ، وخفَّتِ الأُتُنِ لعَيْرِها : إذا أطاعته ، وقال الرَّاعي ، يصف العَيْرَ وأُتُنَه :

نَفَى بالْعِراكِ حَوالِيَّها

فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ

واسْتَخَفَ فلانٌ بحقِّي : إذا استهان به ، واسْتَخَفَّه الفرحُ : إذا ارتاح لأمر ، واستَخفَّه فلان : إذا استجهله فحمله على اتِّبَاعِه في غيِّه.

ومنه قول الله جلّ وعزّ : (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) [الرُّوم : ٦٠].

وفي حديث عطاء أنَّه قال : «خِفُّوا عَلَى الأَرْضِ».

قال أبو عبيد : أراد : خِفُّوا في السجود ولا تُرْسِلْ نفسَك إرسالاً ثقيلاً فيؤَثَّرَ في جبْهتك.

ورُوِيَ عن مجاهِدٍ نحوُه. قال : إِذَا سَجَدْتَ فَتَخَافَ.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : خَفْخَفَ : إذا حرَّك قميصَه الجديد فَسَمِعْتَ له خفْخَفَةً ، أي صَوْتاً.

وقال المُفَضَّلُ : الخُفخُوفُ الطائر الذي يقال له : الْمِيسَاقُ ، وهو الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار.

قال : وفَخْفَخَ الرَّجل : إذا فاخر بالباطل.

فخ : قال الليث : الفَخِيخُ دون الغَطيط في النوم ، تقول : سمعْت له فَخِيخاً ، والأَفْعَى له فَخِيخٌ.

قلت : أما الأفعى فإنه يقال في فعله فَحَّ يَفِحُّ فَحِيحاً ، بالحاء.

قاله الأصمعي وأبو خَيْرَةَ الأعرابي.

وقال شمِر : الفَحِيحُ لِما سِوَى الأسْوَدِ من الحَيَّات ، بِفِيهِ كأنه نَفَسٌ شديد.

قال : والْحَفِيفُ مِن جَرْشِ بعضِه ببعض.

قلتُ : ولم أسمع لأَحد في الأفعى وسائر الحيَّات فَخِيخٌ بالخاء ، وهو عندي غلط ، اللهُمَّ إلا أن تكون لُغةً لبعض العَرَب لا أعْرِفها ، فإن اللغاتِ أكثرُ من أن يحيطَ بها رجل واحد.

وقال الأصمعي : فَحَّتِ الأفعى تَفِحُّ إذا سمعتَ صوتَها من فمها ، فأَما الكَشِيشُ فصوتُهَا مِنْ جِلْدَتِها.

وقال الليث : الفَخُ مُعَرَّب ، وهو من كلام العجم.

قلت : العرب تسمي الْفَخَ : الطَّرْقَ.

وقال الفَرَّاءُ : الحِضْبُ سرعة أَخْذِ الطَّرْق الرَّهْدَنَ ، قال : والطَّرْقُ الْفَخُ.

وقال أبو العبَّاسِ في قوله :