ثم اقترن عن طريق زواج شرعي بفتاة مدنية ذات ذكاء سوي تزوجها بعد عودته من الحرب.
ففي السلسلة الناتجة عن زواجه الشرعي لوحظ أنّ السواد الأعظم من نسله كان سوياً امّا في السلسلة الثانية التي نشأت عن علاقة كالليكاك بفتاة الخان ، فقد لوحظ عدد كبير جداً من ضعاف العقول ومدمني الخمر والمومسات والمجرمين. (١)
ولتأثير الوراثة علىٰ الخصائص والصفات الخلقية نسوق مثالاً من تاريخنا الاسلامي نقارن فيه بين اسرتين : اسرة بني هاشم واسرة بني أمية ، ففي الاسرة الاولىٰ كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام والأئمة من ولده ، وفي الأسرة الثانية كان أبوسفيان ومعاوية ويزيد ومروان وعبد الملك ، والاختلاف بين الاسرتين واضح المعالم ، حيث القمة في الخلق والسمو في المثل في قبال الانحراف الكلّي والانحطاط التام في أغلب جوانب الشخصية.
تشترك الوراثة مع المحيط في البناء التربوي بحيث لا يمكن فصل بعضهما عن بعض ؛ لأنهما متكاملان متكاتفان ؛ حيث تخلق الوراثة القابلية والاستعداد للاتصاف بهذه الصفة أو تلك إن وجدت المحيط التربوي المناسب ، وتشترك الوراثة مع المحيط في خلق الشخصية بما في ذلك المتبنيات العقائدية والقيم ، ومع هذا التكامل والتكاتف يبقىٰ للمحيط التربوي دور متميز في البناء التربوي ،
_______________________
(١) علم النفس / الدكتور فاخر عاقل : ص ٢٦٤ ، دار العلم للملايين ، بيروت ، ١٩٨٧ م ، ط ١٠.