تهذيب اللغة [ ج ٩ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تهذيب اللغة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

وذهب.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : البُوقالة : الطَّرْجَهارة.

قلب : قال الليث : القَلْب : مضغةٌ مِن الفؤاد معلَّقة بالنِّياط.

وقال الله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) [ق : ٣٧].

قال الفراء : يقول : لمن كان له عَقْل.

قال : هذا جائز في العربية ، أن تقول ما لَك قَلْب وما قَلْبك معك ، تقول : ما عَقلُك معك فأين ذهبَ قَلْبُك ، أي : أين ذهب عَقْلك؟.

وقال غيره في قوله : (لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) ، أي : تفهُّم واعتبار.

وفي الحديث : أن موسى لما أجَر نفسه من شُعيب ، قال شعيب : لك من غنمي ما جاءت به قالبَ لون. فجاءت به كله قالب لون غير واحدة أو اثنتين. قالب لون ، تفسيره في الحديث : أنها جاءت بها على غير ألوان أمّهاتها.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «أتاكم أهل اليَمن ، هم أَرَقُ قلوباً وأليَنُ أفئدة» ، فوصَفَ القلوب بالرّقة والأفئدة باللين.

وكأن القلْبَ أخَصُّ من الفؤاد في الاستعمال. ولذلك قالوا : أصبت حبة قلبه وسُويداءَ قلبه.

وأنشد بعضهم :

ليتَ الغرابَ رمى حماطة قلبه

عمروٌ بأسهمه التي لم تُلغَبِ

وقيل : القلوب والأفئدة قريبان من السواءِ ، وكُرِّر ذكرهما لاختلاف لفظيهما تأكيداً.

وقال بعضُهم : سمِّي القلب قلباً لتقلبه ، وسمي فؤاداً لتحرقه على من يشفق عليه.

وقال الشاعر :

ما سمِّيَ القلبُ إلّا من تقلُّبِه

والرأيُ يصرِف بالإنسان أَطوارا

ورُوِي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «سبحان مقلب القلوب والأبصار».

وقال الله جلّ وعز : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ) [الأنعام : ١١٠].

ورأيت من العرب من يُسمِّي لحمةَ القلب بشحمها وحِجابها قَلباً ، ورأيت بعضهم يسمُّونه فؤاداً ، ولا أنكر أن يكون القَلْب هي العَلَقة السوداء في جَوْفه ، والله أعلم ، لأنَ قَلْب كل شيء لُبه وخالصه.

وقال الليث : جئتُك بهذا الأمر قَلباً ، أي : محضاً لا يشُوبُه شيء.

وفي الحديث : «إنَّ لكلِّ شيءٍ قلباً ، وَقلب القرآن ياسين». وفي حديث يحيى بن زكرياء : «أنه كان يأكل الجراد وقُلوب الشجرِ» ، يعني ما رَخُص فكان رَخْصاً مِن البُقول الرَطْبَة.

وقَلْبُ النخلة : جُمّارُها وهي شَطْبَةٌ بيضاء