تهذيب اللغة [ ج ١٠ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تهذيب اللغة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

وقال غيره : زَجَجُ النّعامة : طولُ رجليها ، قاله ابن شميل.

(أبو عبيد عن الأموي) قال : هو الزُّجاج ، والزَّجاج والزِّجاجُ للقَوارِيرِ ، وأقلُّها الكَسْرُ.

وقال الليثُ : الزُّجَاجةُ في قول الله : القِنْدِيلُ.

وأَجْمَادُ الزِّجَاجِ بالصَّمَّانِ ، ذكرهُ ذو الرمة :

فَظَلَّتْ بأَجْمَادِ الزِّجاجِ سَواخِطاً

صِيَاماً تغنِّي تَحْتَهُنَّ الصفائحُ

يعني الحَميرَ سَخِطَتْ على مَرْتَعِها لبُبْسه.

ج ط : مهمل

[باب الجيم والدال]

جد

جد ـ دج : مستعملان.

جد : تقول العربُ : سُعِيَ بجَدِّ فلانٍ ، وعُدِيَ بجَدِّه وأُدْرِكَ بجَدِّه إذا كان جدُّه جيِّداً.

والجَدُّ على وُجوهٍ ، قال الله تعالى : (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (٣)) [الجن : ٣].

قال الفراء : حدَّثَني أبو إسرائيلَ عن الحكم عن مجاهدٍ أنه قال : (جَدُّ رَبِّنا) : جلالُ ربِّنَا.

وقال بعضُهم : عظمَةُ رَبِّنا ، وهما قريبان من السَّواءِ.

وقال ابن عباس : «لَوْ عَلِمَتِ الجِنُّ أَنَّ في الإنْسِ جَدّاً ما قالت : (تَعالى جَدُّ رَبِّنا) ، معناهُ أَنَّ الجِنَّ لو علمت أَنَّ أَبَا الأبِ في الإنْسِ يُدْعى جدّاً ما قالت الذي أَخْبَرَ الله عنه في هذه السُّورَةِ عنها».

وفي الحديث «كان الرَّجُلُ إذا قرأ سُورة البَقَرَةِ ، وسورة آل عِمْرَانَ جَدَّ فِينَا» أي جَلَّ قَدْرُه وعظُمَ.

قال أبو عبيد : وقد روي عن الحسن وعِكْرِمَةَ في قوله : (تَعالى جَدُّ رَبِّنا) قال أحدُهُما : غِنَاهُ ، وقال الآخَرُ : عظمَتُه.

وأما قولُ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعد تسليمه من الصَّلاة المكْتُوبةِ : «اللهُمَّ لا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ ، ولا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ ، ولا يَنْفَعُ ذا الجدِّ مِنْكَ الجدُّ» ، فإنَّ أبا عبيدٍ قال : الجَدُّ بفتح الجيم لا غَيْرُ ، وهو الغِنَى والحظُّ في الرّزْقِ.

ومنه قيل : لفلانٍ في هذا الأمْرِ جَدٌّ إذا كان مرزوقاً منه ، فتأْوِيلُ قوله : لا يَنْفَعُ ذا الجِدّ منك الجدُّ أي لا يَنْفَعُ ذا الغِنَى مِنْكَ غِنَاهُ ، إنما يَنْفَعُه العملُ بطاعتِكَ.

قال : وهذا كقوله : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)) [الشعراء : ٨٨ ، ٨٩].

وكقوله : (وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى) [سبأ : ٣٧] ، الآية.