قال : والنُسْكُ : الذبيحة ، يقول : من فعل كذا وكذا فعَليه نسْكٌ أي دَمٌ يهرِيقه بمكة ، واسمُ تلك الذبيحة : النسيكة ، والمنسك : الموضعُ الذي يذبحُ فيه الذبائحُ.
قال : وَالمَنْسَك : النُّسْك نفسه.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) : قال : النُّسُك : سَبائك الفضة ، وكل سبيكةٍ منها : نسيكة ، وقيل للمتعبِّد : ناسِكٌ ، لأنه خلَّص نفسه وصفَّاها من دنَسَ الآثام كالسبيكة المخلَّصة مِن الخبَثِ.
وقال أبو إسحاق : قرئ : (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً) [الحج : ٣٤] و (منسِكاً).
وقال : والمنْسَك في هذا الموضع يَدُل على معنى النَّحْر كأنه قال : جعلنا لكل أُمَّةٍ أن تتقرَّب بأن تذبحَ الذبائحَ لله.
قال ، وقال بعضهم : المَنْسِكُ : الموضع الذي تُذبَح فيه. فمن قال : مَنسِكٌ فمعناه مكانُ نُسْكٍ مثل مجلسٍ : مكانُ جلوس.
ومن قال : مَنسَكٌ فمعناه المصْدر نحوُ النُّسُك والنُّسُوك.
شمرٌ : قال النضر : نَسَكَ الرجل إلى طريقةٍ جميلة أي داوَم عليها ، ويَنْسُكون البيت : يأتونه.
قال الفرّاء : المَنْسِك في كلام العرب الموضع المعتاد الذي يَعتادُه.
يقال : إِنَّ لفلانٍ مَنسِكاً يعتاده في خير كان أو غيره ، وبه سُمِّيَت المَناسك.
ك س ف
كفس ، كسف ، سكف ، سفك : [مستعملة].
كفس : (ابن دُرَيد): الكَفَسُ : الحَنَفُ ، وقد كَفِسَ كفَساً.
قال الأزهري : ولم أسمعه لغيره.
كسف : قال الليث : الكَسْفُ : قطْع العُرقوب. يقال : استَدبر فرسَه فكسَف عُرْقوبيْه.
قال : وكَسَفَ القمرُ يَكسِف كُسوفاً ، وكذلك الشمس.
قال : وبعضٌ يقول : انكسفَ وهو خطأٌ.
(قلت) : ورَوى يحيى القطَّان ، عن عبد الملك ابن أبي سليمان عن عطاءٍ ، عن جابر بن عبد الله قال : انكَسفت الشمس على عهْد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، في حديثٍ طويل ، وكذلك رواه أبو عبيد : انكسفَتْ.
وقال الفرّاء في قول الله : (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً) [الإسراء : ٩٢].
الكِسْفُ ، والكِسَف : وَجْهان ، والكسَف : جِماعُ كِسْفة.
سمعْت أعرابيّاً يقول : أَعْطِنِي كِسْفةً ، يريد قِطعةً كقولك : خِرقةً ، وكِسف : فِعْلٌ. وقد يكون الكِسْف جِماعاً للكِسْفة مِثل دِمْنةٍ ودِمْنٍ.