وفي حديثٍ آخر : «أفرَسُ الناس ثلاثة»، ثم ذكَر الحديث.
وفي حديثٍ آخر : «عَلِّموا رجالَكم العَوْم والفَرَاسة».
قال : والفَراسة : العِلْم بركوب الخيل ورَكْضِها.
قال : والفارس : الحاذقُ بما يمارس من الأشياء كلِّها ، وبها سمّيَ الرجلُ فارساً.
وفي حديثِ يأجوجَ ومأجوجَ : «إنّ الله يُرسل النَّغَف عليهمْ فيُصبحون فَرْسى»، أي : قَتْلَى. من فَرَسَ الذئبُ الشاةَ ، ومنه فَريسة الأسد. وفَرْسى جمعُ فَريس ، مِثلُ قَتِيل وقَتلى.
وقال الأصمعي : يقال أصابتْه فَرْسة : إذا زالت فَقْرةٌ من فِقَر ظهره. وأما الريح التي يكون منها الحَدَب فهي الفَرْصة بالصاد.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الفَراس : تَمرٌ أسوَد ، وليس بالشِّهْرِيز ، وأَنشد :
إذا أَكلوا الفَراسَ رأيتَ شَاماً |
على الأَنْباكِ منهم والغُيوبِ |
قال : والأَنباكُ : التِّلال.
ابن السكّيت : الفَرْس أصلُه دَقُّ العُنُق ، ثم صُيِّر كلُّ قَتْل فَرْساً ، وبالدَّهْناء جبالٌ من الرمل تسمَّى الفَوارس ، وقد رأيتُها.
والفِرْس : ضَربٌ من النَّبت.
وقال الليث : الفَرِيس : حَلْقَةٌ من خَشب مَعْطوفة تُشَدّ في طرف الحَبْل ، وأنشد غيره :
فلو كان الرِّشا مائتَين باعاً |
لكان مَمَرُّ ذلك في الفَرِيسِ |
أبو عبيد عن أبي زيد : الفَرْسة : قَرحة تكون في العنق فتَفْرِسها.
شمر عن ابن الأعرابي : الفرسة : الحدب.
قال : والفِرسة ـ بكسر الفاء ـ : الحَدب.
قال : والأحدب مفروس ، ومنه فرست عنقه.
وفي حديث الضحاك في رجل آلَى من امرأته ثم طلقها ، قال : هما كفرسيْ رِهان ، أيهما سبق أُخِذ به.
تفسيره : بأن العدة وهي ثلاث حيض ، إذا انقضت قبل انقضاء إيلائه وهو أربعة أشهر فقد بانت منه المرأة بتلك التطليقة ، ولا شيء عليه من الإيلاء ؛ لأن الأربعة الأشهر تنقضي وليست له بزوج ، وإن مضت الأربعة الأشهر وهي في العدة بانت منه بالإيلاء مع تلك التطليقة ، فكانت اثنتين.
أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : فارسٌ في الناس بيّن الفَراسة ، والفِراسة وعلى الدابة بيّن الفروسية والفرُوسةِ لغة فيه.
فسر : ثعلب عن ابن الأعرابي : الفَسْرُ : كشفُ ما غُطِّيَ.