قال أبو عبيد : ولم أسمع أحدا يقول هذين بالفتح غير الفراء ، والمعروف ثَأْدَاءُ ودَأْثَاءُ. قال الكميت :
وما كُنَّا بني ثَأْدَاءَ لمَّا |
شَفَيْنَا بالأَسِنَّةِ كلُّ وَتْرِ |
شمر عن ابن شميل : يقال للمرأة إنها لَثَأْدَةُ الخَلْق أي كثيرةُ اللَّحم ، وفيها ثَآدةٌ مِثال سَعَادَةٍ.
وقال ابن زيد : ما كنتُ فيها ابن ثأْداء أي لم أكن عاجزا.
وقال غيره : لم أكن بَخيلا لَئيما ، وهذا المعنى أَرادَهُ الّذي قال لعمر بن الخطاب عام الرَّمادة : لقد انْكَشَفتْ وما كنتَ فيها ابن ثأداء ، أي لم تَكُنْ فيها كابن الأمة لئيما ، فقال : ذاك لو كنتُ أنفق عليهم من مال الخطاب. انتهى والله أعلم.
باب الدال والراء
مع حرف العلة د ر (وا يء)
دور ، دير ، درى ، أدر ، درأ ، ردى ، ورد ، ودر ، ردأ ، رود ، ريد ، رأد : [مستعملة].
[دور ـ دير] : قال الليث : الدَوَّارِيُ : الدَّهر الدَّوَّارُ بالإنسان.
قال العجاج : والدهرُ بالإنسان دَوّارِيُ.
ويقال : دَارَ دَوْرَةً واحدة ، وهي المرَّة الواحدةُ يَدُورها ، والدَّوْرُ قد يكون مَصدرا في الشعر ، ويكون دَوْرا واحدا من دَوْرِ العمامة. ودَوْرِ الخَيْلِ وغيره ، عامٌ في الأشياء كلها ، والدُّوَارُ أن يأخذ الإنسان في رأسه كهيئة الدَّوَران ، تقول : دِيَر به ، والدَّوَار صَنَم كانت العرب تنْصِبُه ، يَجعلون موضعا حوله يَدورون به ، واسم ذلك الصنم والموضع الدَّوَار ، ومنه قول امرؤ القيس :
* عَذَارَى دوَارٍ في مُلاء مُذَيَّلِ*
ويقال : دُوَارٌ ، وقد يثقّل فيقال : دُوَّار.
وقال أبو عبيدة في قول الله جلّ وعزّ : (نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ) [المائدة : ٥٢] أي دَوْلَة ، والدَّوائِرُ تدور والدوائلُ تدول.
سلمة عن الفراء يقال : دَارٌ ، وَدِيَارٌ ، ودُورٌ. وفي الجمع القليل أَدْوُر وأدْؤُر ودِيرانٌ. ويقال : آدرُ على القلب. ويقال : دَيَرٌ ودِيَرةٌ ، وأَدْيارٌ ، ودِيْرانٌ ، وَدَارَاتٌ وَدِيرَةٌ ، ودورٌ ، ودُورانٌ ، وأَدْوَارٌ ، وَدِوَارٌ ، وأَدْوِرَةٌ.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الدَّيْر الدارات في الرمل.
وقال الليث : المدار مَفْعَلٌ يكون موضعا ، ويكون مَصدرا كالدَّوَران ، ويجعل اسما نحو مَدارِ الفَلك في مَداره. قال : والدائرة كالحلْقة أو الشيء المستدير ، والدَّارةُ دارةُ القمر ، وكلُّ موضعُ يدارُ به شيءٌ يَحْجُرُه فاسمه دَارةٌ ، نحو الدارات التي تُتَّخَذ في