قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تهذيب اللغة [ ج ١٤ ]

241/327
*

والنسرانِ وما أشبهها.

وقيل في قول الفرزدق :

أَتانِي بهَا واللَّيْلُ نِصْفَين قدْ مَضى

أُقَامِرُ في نِصْفٍ قَدْ تَوَلَّتْ تَوَائِمهُ

قيل : أراد بالتوائم النجوم كلها ، سميت بذلك لِتشابهها ، أي كواكب النِّصْف الماضي من الليل ، ويقال للمفازة إذا كانت بعيدة : مِتْآم.

قال ابن الأعرابيّ : معناها أنها تهلك سالكها جماعة جماعة.

وهي مِتْآمٌ ، لأنها تُرِي الشخصَ شخصين.

توم : أبو عبيد : التُّومُ : اللؤلؤ ، والواحدة تُومَةٌ.

وقال أبو عمرو : هي الدُّرة والتُّومةُ والتّؤَامِيَّةُ واللَّطِيمَةُ.

قلت : والعرب تُسَمِّي بَيْضَ النعام التُّوم تشبيها بتُوم اللؤلؤ ومنه قوله :

* به التُّوم في أُفحوصة يتَصَيَّحُ*

وقال ذو الرّمَّة يصف نباتا وقع عليه الطَّلُّ متعلَّق من أغصانه كأنه الدُّرُّ فقال :

وحْفٌ كأن الندى والشمسُ ماتعةٌ

إذا توقَّدَ في أفنانِه التُّومُ

أفنانه : أغصانه الواحد فنن تَوقد أنار لطلوع الشمس عليه ، والتُّوم الواحدة تومة وهي مثل الدُّرَّة تعمل من الفضة ، هكذا فُسِّر في شعر ذي الرمة.

وقال الليث : التُّومة : القُرْطُ.

وقال ابن السكِّيت : قال أيّوب ومِسْحَلُ ابْنا رَبداء ابنة جرير : كان جرير يُسَمِّي قصيدتيه اللتين مدح فيهما عبد العزيز بن مَرْوان وهجا الشعراء ، إحداهما :

ظَعَن الخَليطُ لغُرْبةٍ وتَنآئي

ولَقَد نَسِيتُ برامَتيْن عَزائي

والأخرى :

* يا صَاحِبيَّ دَنَا الرَّواحُ فسِيرَا*

كان يسميهما التُّومَتيْن.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال للنساء : «تعجِز إحداكن أَنْ تتخِذ حَلْقَتين أو توأمَتين مِن فضة ثم تلَطِّخِهما بِعَنبر».

قلت : من قال لِلدُّرة : تومةً شبَّهها بما يُسَوّى من الفضة كاللؤلؤة المستديرة تجعلُها الجاريةُ في أذُنيها ، ومن قال : تُؤَامية نسبها إلى تُؤَام وهي قَصَبةُ عُمَان ، ومن قال : تَوْأَمِيَّةٌ ، فهما دُرَّتان للأذنين إحداهما تَوْأَمةٌ الأخرى.

يتم : قال الليث : اليَتيمُ الّذي مات أبوه فهو يتيمٌ حتى يَبْلُغَ ، فإذا بَلَغَ زال عنه اسم اليَتيم ، واليَتيمُ من قبل الأب في بني آدم ، وقد يَتِم يَيْتَمُ يُتْما وقد أَيْتَمه الله.

قال الفراء : يقال : يَتِم يَيْتَم يُتما وقد أَيْتمه الله ، وحُكيت لي : ما كان يتيما ، ولقد