فمعناه أنه لا يَندُّ عنهم ولا يَذهب.
باب الدال والفاء
[د ف]
دف ، فد : [مستعملة].
[دف] : قال الليث : الدَّفّ والدَّفّة : الجَنْب لكلّ شيء ، وأنشد في الدَّفّة :
ووَانِيَةٍ زَجَرْتُ على وَجَاها |
قَرِيح الدَّفّتين من البِطانِ |
قال : ودَفّتا الطَّبْل. اللّتان على رأسه ، ودَفّتَا المُصْحَفِ ضِمَامَتاه من جانبيه.
وفي حديث عمرَ أنه قال لمالك بن أوْس : أنه قد دفّت علينا من قومك دافَّةٌ وقد أَمَرْنَا لهم بِرَضْخ فاقسِمه فيهم.
قال أبو عُبيد : قال أبو عمرو : الدَّافّة : القومُ يسيرون جماعةً سيرا ليس بالشَّديد ، يقال : هم يَدِفُّون دَفيفا.
ومنه الحديث الآخَر أنّ أعرابيا قال : يا رسول الله هل في الجنَّة إِبل؟ فقال : «نعم إنَّ فيها النَّجائب تَدِفّ بِرُكْبانها» ، قال : وقال أبو زيد : خُذْ ما دَفَ لك واسْتَدَفّ ، أي ما تَهَيَّأ.
ثعلب عن ابن الأعرابي : دفَ على وجه الأرض وزَفَ بمعنًى واحد ، ونادَى منادِي خالد بن الوليد في بعض غَزَوَاته : أَلا مَن كان معه أسيرٌ فليُدافِّه. قال أبو عبيد : قال أبو عمرو والأمويّ قوله : فليُدافِّه ، يعني ليُجْهِز عليه ، يقال : دافَفْتُ الرجلَ دِفافا ومُدافَّةً ، وهو إجهازك عليه ، قال رُؤبة :
لمَّا رآني أُرْعِشتْ أَطْرَافي |
كان مع الشَّيْبِ من الدِّفافِ |
وكان الأصمعيّ يقول : تَدافَ القومُ إذا ركبَ بعضُهم بعضا.
قال أبو عبيد : وهو من هذا. قال : وفيه لغة أخرى فليدَافِهِ بتخفيف الفاء من دافَيْتُه ، وهي لغةٌ لجهينَة.
ومنه الحديث المرفوع : أنه أُتِي بأسير فقال : «أَدْفُوه» ، يريد الدِّفْءَ من البَرْدِ ، فَقَتَلُوه فَوَاداه رسولُ الله صلىاللهعليهوسلم ؛ قال أبو عبيد : وفيه لغةٌ ثالثة بالذال فليذافِّه ، يقال : ذفَّفْتُ عليه تَذْفيفا إذا أجهزتَ عليه ، ومنه حديثُ عَلِيّ : لا يُذَفَّفُ على جريح ، والدُّفّ : الّذي يُضرَبُ به ، يقال له : دَفٌ أيضا ، وأما الدَّف بمعنى الجَنْب فهو بالفَتْح لا غير ، وجمعه دُفُوف.
وقال الليث : الدَّفيف أن يَدُفّ الطائرُ على وجه الأرض يحرِّك جناحيه ، ورِجلاه بالأَرْض وهو يطير ، ثم يستقلُّ ، وقال رؤبة :
* والنسرُ قد يَركُض وهو دافِ*
فخفّف وكسَرَ على كَسرةِ دافِفٍ ، وحَذَف إحدى الفاءين.
وقال ابن شميل : دُفوف الأرض أسنادُها ، وهي دَفادِفُها ، الواحدة دَفْدَفة ، وَدَفَ