والمحذوف ، قيل : النون الأولى لأنها ساكنة ، والحذف يسرع إلى الساكن ، وقيل الثانية ، لأنها في موضع اللام ، والإعلال في اللامات أكثر من العينات ، وقيل نون الوقاية لأن الثقل نشأ منها.
قوله : (مخير) يعني أنت مخير في هذه المواضع الثلاثة ، مخير في الإتيان بنون الوقاية وحذفها ، وبعضهم جعل إتيانها مع (لدن) أولى ، وسيبويه (١) قال : لا يجوز سقوطها معها إلّا ضرورة ، وأما المختار إتيانها.
ففي قوله : (ومختار في ليت ومن وعن وقد وقط) وقد جاء الحذف كقوله :
[٣٨٩] كمنية جابر إذ قال ليتى (٢) |
|
... ـ |
وقوله :
[٣٩٠] فياليتى إذا ما كان ذاكم |
|
... ـ |
__________________
(١) ينظر الكتاب ٢ / ٣٧٠ ، قال في الكتاب ٢ / ٣٧١ : (وقد جاء في الشعر قطي وقدي ، فأما الكلام فلا بد فيه من النون ، وقد اضطر شاعر فقال قدي ...).
(٢) صدر البيت من الوافر ، وعجزه :
أصادفه وأتلف جلّ مالي
وهو لزيد الخيل كما في ديوانه ٨٧ ، وينظر الكتاب ٢ / ٣٧٠ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٩٧ ، ومجالس ثعلب ١٢٩ ، ونوادر أبي زيد ٦٨ ، والمقتضب ١ / ٢٥٠ ، وشرح المفصل ٣ / ١٢٣ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ١٨١ ، وشرح الرضي ٢ / ٢٣ ، وشرح ابن عقيل ١ / ١١١.
ويروى : وأفقد بدل أتلف ، وبعض بدل جلّ.
والشاهد فيه قوله : (ليتي) حيث حذف نون الوقاية من ليت الناصبة لياء المتكلم وهذا الحذف نادر وقليل إذ القياس وجود النون.