قوله : (صيغة مرفوع منفصل) (١) ولم يقل ضمير ، لأنه ليس بضمير على الأصح.
قوله : (مطابق للمبتدأ) يعني في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والتكلم والخطاب والغيبة (٢) ، تقول (زيد هو القائم) ما خلا الإعراب ، فإنه لا يكون إلا صيغة مرفوع منفصل ، لأنه محمول وليس يتغير بتغير الإعراب ، ويختلف فيع ضمير المرفوع والمنصوب والمجرور إلا ما علم ، وقد جاء عدم المطابقة في التكلم في قوله :
[٣٩٨] وكائن بالأباطح من صديق |
|
يراني لو أصبت هو المصابا (٣) |
كان قياسه (إن المصابا) واختلف في تأويله ، فقيل : هو تأكيد لضمير الفاعل المستتر في يراني ، وليس بفصل ، وقيل : بل هو من الفصل ولكنه أناب ضمير صديقه مناب نفسه ، وأناب نفسه مناب ضمير صديقه لمّا كان عنده بمنزلة نفسه ، أو على حذف مضاف ، تقديره : يرى مصابي هو المصاب ، فاعتبر المحذوف.
__________________
(١) قال الرضي في شرحه ٢ / ٢٤ : (لم يقل ضمير مرفوع لأنه اختلف فيه كما يجيء ، هل هو ضمير أولا ، ولا يمكن الاختلاف في أنه صيغة ضمير مرفوع.
(٢) ينظر شرح المفصل ٣ / ١١١ وما بعدها.
(٣) البيت من الوافر ، وهو لجرير كما في ديوانه ١٧ ، ينظر شرح المفصل ٣ / ١١٠ ، وأمالي ابن الحاجب ٢ / ٦٦٢ ، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ١ / ٢٢٩ ، وشرح الرضي ٢ / ٢٤ ، ومغني اللبيب ٦٤٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٧٥ ، وخزانة الأدب ٥ / ٣٩٧ ـ ٤٠١ ، وهمع الهوامع ١ / ٦٨ ، ٢٥٦. ويروى أصيب بدل أصبت.
والشاهد فيه قوله : (أصبت هو المصابا) حيث فصل بضمير الغيبة بين المضاف المقدر وهو مصابي وبين الاسم الظاهر ، وقدره الرضي : يرى مصابي هو المصابا. وقد ذكر الشارح أكثر من وجه في ذلك ...