ضمير الشأن والقصة
قوله : (ويتقدم قبل الجملة) يحترز من المفرد ، فإنه لا يصح فيه ضمير شأن ، لأن ضمير الشأن ، يحتاج إلى مفسّر والمفرد لا يفسر ، لأن الجملة هي المرادة بالإضمار.
قوله : (ضمير غائب) (١) لا يكون إلا للغائب ، لأنه لشأن معهود في الذهن وهو غائب ، وإنما وصفوه مبهما لغرض التعظيم والتهويل في الشأن والقصة ، لأن الشيء إذا أبهم أولا ثم فسر ثانيا ، كان أوقع في النفس من ذكره مفسّرا من أول الأمر.
قوله : (يسمى ضمير الشأن) [القصة](٢) هذه تسمية البصريين (٣) ، فمنهم من قصره على الشأن أو القصة ، ومنهم من سماه بهما معا ، لأنه ربما يرد مذكرا ، فيكون للشأن ، نحو قوله : (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ
__________________
(١) قال المصنف في شرحه ٧٠ : (والقصة هذا الضمير على خلاف باب الضمائر ، وإنما وضعوه لغرض التعظيم في القصة لأن ذكر الشيء مبهما ثم يفسّر أوقع في النفس من ذكره مفسرا من أول الأمر فقدروا كذلك الحديث المعهود في الذهن ثم أضمروه لهذا الغرض وجعلوه غائبا ، لأنه للغائب على التحقيق). وينظر شرح المفصل ٣ / ١١٤ ، وشرح الرضي ٢ / ٢٧.
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.
(٣) ينظر شرح المفصل ٣ / ١١٤ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٢٢١ وما بعدها.