وقوله :
[٤٠٣] إنّ من يدخل الكنيسة يوما |
|
يلق فيها حاذرا وظباء (١) |
وضمير الشأن في هذين البيتين محذوف تقديره : إنه من لام ، وإنّه من يدخل الكنيسة ، والملجيء لهم إلى تقدير ضمير شأن أنّ (إن) لها صدر الكلام و (من) الشرطية لها الصدر أيضا ، وإذا كان كذلك لم يصح أن يكون اسم الشرط معمولا لـ (إنّ) بل اسمها المحذوف هو المعمول والجملة الشرطية هي الخبر.
قوله : (إلا مع «أنّ» إذا خففت فإنه لازم) يعني فإنه لازم مع (أن) المفتوحة نحو قوله تعالى : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٢) و (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(٣) وقوله :
[٤٠٤] فى فتية كسيوف الهند قد علموا |
|
أن هالك كل من يحفى وينتعل (٤) |
__________________
(١) البيت من الخفيف ، وينسب للأخطل في ملحق ديوانه ٣٧٦ ، ينظر شرح المفصل ٣ / ١١٥ ، وأمالي ابن الحاجب ١ / ١٥٨ ، وشرحه على الكافية ٧٠ ، وشرح الرضي ٢ / ٢٩ ، ومغني اللبيب ٥٦ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩١٨ ، والأشباه والنظائر ٨ / ٤٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٦٤ ، وخزانة الأدب ٥ / ٤٢٠ ، ٩ / ١٥٥.
والشاهد فيه قوله : (إن من يدخل الكنيسة) حيث حذف اسم إنّ وهو ضمير الشأن ، ولا يجوز اعتبار (من) اسمها لأنها شرطية بدليل جزمها الفعلين ، والشرط له الصدر في جملته فلا يعمل فيه ما قبله.
(٢) يونس ١٠ / ١٠ ، وتمامها : (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.)
(٣) المزمل ٧٣ / ٢٠ ، وتمام المعنى : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ ...).
(٤) البيت من البسيط ، وهو للأعشى في ديوانه ١٠٩ ، وينظر الكتاب ٢ / ١٣٧ ، ٣ / ٧٤ ، وشرح أبيات سيبويه ـ ٢ / ٧٦ ، وشرح المفصل ٨ / ٧١ ، والإنصاف ١ / ١٩٩ ، والمقتضب ٣ / ٩ ، والمنصف ٣ / ١٢٩ ، وخزانة الأدب ٥ / ٤٢٦ ، ٨ / ٣٩٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٨٥.
والشاهد فيه قوله : (أن هالك كلّ من يحفى) حيث أضمر اسم أن المحققة واسمها ضمير الشأن المحذوف وتقديره : أنه هالك والخبر كل من يحفى وينتعل هالك ، فهالك خبر مقدم لكل.