تقديره : أنه الحمد لله رب العالمين ، وأنه سيكون ، وأنه هالك ، وإنما التزم حذفه لأنه قد ثبت أنّ (إنّ) المكسورة إذا خففت جاز إعمالها ، نحو قوله تعالى : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ)(١) ، والمفتوحة أقوى منها لقوة شبهها بالفعل ، فالتزموا أن يكون فيها ضمير الشأن في المفتوحة للخفة ، لأنه لو أظهر لطال الكلام به ، وبالجملة المفسرة بعده ، وقد جاء ظاهرا في نحو قوله :
[٤٠٥] فلو أنك فى يوم الرّخاء سألتني |
|
فراقك لم أبخل وأنت صديق (٢) |
__________________
(١) هود ١١ / ١١١ ، وتمامها : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.)
قرأ الحرميان وأبو بكر وإن كلا بتخفيف النون ساكنة ، وأجمعت السبعة على نصب كلا ، فتصور في قراءتهم أربع قراءات إحداها : تخفيف (إن) و (لما) وهي قراءة الحرميين ، والثانية تشديدهما وهي قراءة ابن عامر وحمزة وحفص ، والثالثة : تخفيف (إنّ) وتشديد (لمّا) وهي قراءة أبي بكر ، والرابعة : تشديد (إنّ) وتخفيف (لّما) وهي قراءة الكسائي وأبي عمرو ، وقرأ أبي والحسن بخلاف عنه وأبان بن ثعلب و (إن) بالتخفيف (كلّ) بالرفع و (لّما) مشددا. ينظر البحر المحيط ٥ / ٢٦٦ ، وينظر تفسير القرطبي ٤ / ٣٣٣٢ ، وفتح القدير ٢ / ٥٢٩.
(٢) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في المنصف ٣ / ١٢٨ ، وشرح المفصل ٨ / ٧١ ، والجنى الداني ٢١٨ ، وشرح الرضي ٢ / ٢٩ ، وشرح ابن عقيل ١ / ٣٨٤ ، ومغني اللبيب ٤٧ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٠٥ ، واللسان مادة (أنن) ١ / ١٥٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٨٧ ، وخزانة الأدب ٥ / ٢١٦ ، ٤ / ٤٢٧. ويروى طلاقك بدل فراقك.
والشاهد فيه قوله : (أنك) حيث خففت أنّ المفتوحة الهمزة وبرز اسمها وهو الكاف ، وذلك قليل والكثير أن يكون اسمها ضمير الشأن واجب الاستتار وخبرها جملة سألتني.