قوله : (وكذلك هل) يعني تدخل على الجملتين معا ، تقول : (هل قام زيد؟) و (هل زيد قائم) ، ما خلا (هل زيد قام؟).
قوله : (والهمزة أعمّ) إنما عمت لأنها أخف ، أو لأنها الأصل في أدوات الاستفهام بخلاف (هل) ، فإنها بمعنى (قد) لكنها لا تستعمل إلا في موضع الاستفهام ، فأغنت عن الهمزة ، وقد جاء دخول الهمزة عليها منبها على الأصل ، في قوله :
[٨٢٢] ... |
|
أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم (١) |
وقد جاءت في الإخبار نحو : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)(٢) لأن الاستفهام لا يصح على الله تعالى ، وقال الزمخشري (٣) هي على بابها والاستفهام للتوبيخ والمراد بالإنسان (بني آدم) لا آدم.
__________________
(١) عجز بيت من البسيط ، وصدره :
سائل فوارس يربوع بشدتنا
وهو لزيد الخيل في ديوانه ١٥٥ ، وينظر المقتضب ٣ / ٢٩١ ، والخصائص ٢ / ٤٦٣ ، وأمالي ابن الشجري ١ / ١٠٨ ، والمفصل ٣١٩ ، وشرح المفصل لابن يعيش ٨ / ١٥٢ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ١٠٨٢ ، ورصف المباني ٤٧٠ ، والجنى الداني ٣٤٤ ، وتذكرة النحاة ٧٨ ، والبحر المحيط ٥ / ٣٧٠ ، ٨ / ٣٨٥ ، والمغني ٤٦٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٧٢ ، وهمع الهوامع ٤ / ٣٩٤ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٦١ ـ ٢٦٣ ، ويروى : بقاع القف بدل سفح القاع.
والشاهد فيه قوله : (أهل) حيث جاء الهمزة مقرونة بهمزة الاستفهام ، مما يعني أنها ليست للاستفهام لأنه لا يجوز اجتماع حرفي استفهام ، قال ابن الناظم في تكملة شرح التسهيل ١٠٨٢ : (وقد تدخل الهمزة على (هل) فيتعين أن تكون المرادفة لـ (قد) ...).
(٢) الإنسان ٧٦ / ١ ، وتمامها : (... لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً).
(٣) ينظر المفصل ٣١٩.