فعلا في حيزها تذكرت عهودا بالحمى ، وحنت إلى الإلف المألوف وعانقته ، وإن لم تره في حيزها تسلت عنه ذاهلة ، ويعترض بنحو : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ)(١) فإنّ (إن) من خواص الأفعال وقد دخلت على الاسم مع إمكان الفعل.
الثالث قوله : (أتضرب زيدا وهو أخوك) يعني أنها تختص باستفهام الإنكار والتقرير ، فالإنكار حيث يدخل على الإثبات نحو : (أتضرب زيدا وهو أخوك) قال :
[٨٢٣] أطربا وأنت قنّسريّ (٢) |
|
... |
والتقرير حيث تدخل على المنفي نحو : (ألم يقم زيد؟) قال تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)(٣) هذا مذهب المصنف (٤) والجمهور ، وقال القزويني : (٥) إن دخلت على الإثبات فهي للتقرير وإن دخلت على النفي فالإنكار ، وبالعكس ، وإنما اختصت بهما الهمزة على (هل) ، لأن (هل) مختصة
__________________
(١) التوبة ٩ / ٦ ، وتمامها : (... فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ).
(٢) الرجز ، للعجاج في ديوانه ١ / ٤٨٠ ، وينظر الكتاب ١ / ٣٣٨ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٥٢ ، والمقتضب ٣ / ٢٢٨ ـ ٢٦٤ ، والمنصف ٢ / ١٧٩ ، والخصائص ٣ / ١٠٤ ، وشرح شواهد الإيضاح ٢٤٧ ، وشرح الرضي ٢ / ٣٨٨ ، والمغني ٢٦ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤١ ، ٢ / ٧٢٢ ، وهمع الهوامع ٣ / ١٢٢ ، وخزانة الأدب ٦ / ٥٤٠ ، وتمامه :
والدهر بالإنسان دواريّ
والشاهد فيه قوله : (أطربا وأنت قنسري) حيث جاء بالاستفهام التوبيخي للمخاطب.
(٣) الشرح ٩٤ / ١.
(٤) ينظر شرح المصنف ١٣٠.
(٥) ينظر رأي القزويني في الهمع ٥ / ٢٣٠.