يُوعَظُ بِهِ)(١) وتأوله بعضهم بأنه يقبل للخطاب على واحد من الجماعة لجلالته ، والمراد هو وجماعته ، ويقدر لها اسم مفرد يقع على الجمع ، كأنه قال (يا قريني).
قوله : (وهي خمسة) يعني حروف الخطاب فإذا ضربتها في صيغ الإشارة الخمس ، كانت خمسا وعشرين (٢) ، هذا باعتبار الصيغ وأما باعتبار المشار إليهم والمخاطبين فهي تكون ستا وثلاثين لأنهم ستة ، وضرب ست في ست تكون ستا وثلاثين ، لكن قد جعلوا للمثنى من المذكر والمؤنث مع الخطاب صيغة واحدة وهي (كما) ولجماعة الرجال والنساء مع الإشارة صيغة واحدة وهي (أولاء) فسقط الزائد على خمس وعشرين ، وهي إحدى عشرة ، لأنه تكرار في اللفظ وإن كان ثابتا في المعنى.
قوله : (وهي ذاك إلى ذاكنّ وذانك إلى ذانكنّ) [وكذلك البواقي](٣) يريد أنك تخاطب باسم الإشارة المفرد المذكر أنواع المخاطبين ، ثم تنتقل إلى المثنى من الإشارة ، تخاطب به أنواع المخاطبين ، ثم كذلك جمع الإشارة ، ثم المؤنثة ثم المؤنثتين ثم الجمع ، ولك أن تعكس ، وهو أن تخاطب بحرف الخطاب أنواع الإشارة ، ثم تنتقل إلى المثنى من الخطاب ، ثم المجموع ثم المخاطبة المؤنثة ، ثم مثناها ثم مجموعها فتذكر ما أشار إليه
__________________
(١) البقرة ٢ / ٢٣٢ وتمامها : (وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ...).
(٢) قال ابن الحاجب في شرحه ٧١ : (فتكون خمسة وعشرين لفظا لستة وثلاثين معنى لأن المعنى ستة في ستة والألفاظ خمسة في خمسة) وهي كما ذكر ابن الحاجب وهي : ذاك ذاكما ، ذاكم ، ذاك ذاكن ، ذانك ، ذانكما ، ذانكم ، ذانك ذانكن ، تاك تلكما ، تلكم ، تلك ، تلكن ، وتانك ، وتانكما ، وتانكم ، تانك ، تاكنّ. أولئك ، أولئكما ، أولئكم أولئك أولئكنّ. صار المجموع خمسة وعشرين.
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.