ولك في القسم وجهان فصيحان ، إلغاؤه وجعل ما بعده خبرا للمبتدأ ، أو اعتباره بأن يجعل هو وما بعده خبرا للمبتدأ ، وقد يدخل على ما بعده فتلغى به ، وتجعل جوابا له بخلاف الشرط ، فإلغاؤه ضعيف ، ومنهم من منع من جعل القسم متوسطا خبرا للمبتدأ لأنه إنشاء ، وإن توسط المبتدأ بين القسم وجوابه دخلت اللام على المبتدأ ، وكان جوابا للقسم ، وما بعده خبرا عنه ، نحو : (والله لزيد قائم) ، وكذا في الفاعل نحو : (والله لقد قام زيد) ، وأما إذا اجتمع المبتدأ والقسم والشرط فإن تقدم المبتدأ ففيه ست صور :
الأولى : تقدم المبتدأ أو خبره ثم القسم ثم الشرط ، نحو : (زيد يقوم والله إن تطعه) وجب اعتبار المبتدأ وما بعده خبره ، وإلغاء الشرط لتأخره ، وجاز في القسم الوجهان لتوسطه فإن اعتبر دخلت اللام على الشرط ، وإن لم يعتبر لم تدخل.
الثانية : توسط الخبر بين القسم والشرط ، نحو : (زيد يقوم والله إن تطعه) اعتبر المبتدأ وألغي الشرط لتأخره ، وجاز في القسم الوجهان ، فإن اعتبر دخلت اللام على خبر المبتدأ ، وكانت الجملة القسميّة خبرا للمبتدأ ، وإن ألغي جعل ما بعد القسم خبرا عن المبتدأ.
الثالثة : تأخر الخبر بعد الشرط ، نحو : (زيد والله إن تطعه يشكرك) جاء إلغاء القسم والشرط لتوسطهما ، ويكون الجواب خبرا للمبتدأ ، وجاز اعتبار القسم لتقدّمه على الشرط بشرط دخول اللام على الشرط