تهذيب اللغة [ ج ١٥ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تهذيب اللغة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

إذا حَوّل الظِّلُّ العَشِيَّ رَأيتَه

حَنِيفاً وفي قَرْن الضُّحَى يَتَنَصَّرُ

أراد : تَحوُّل الظِّل بالعَشِيّ.

وقوله : (هُوَ مُوَلِّيها) [البقرة : ١٤٨] أي : متولّيها ، أي مُتّبعها وراضِيها.

تولَّيت فلاناً : اتَّبعته ورَضِيت به.

ويقال للرُّطْب إذا أَخذ في الهَيْج : قد وَلى ، وتَولى.

وتَوَلِّيه : شُهْبَتُه.

والتَّوْلية في البَيع : أن تَشْتَري سِلْعةً بثمن مَعْلوم ثم تولّيها رجلاً آخر بذلك الثَّمن.

وتكون «التَّولية» مصدراً ، كقولك : ولَّيت فلاناً عمل ناحيته ، إذا قلدته وِلايَتها.

و «التَّوَلِّي» يكون بمعنى : الإعراض ، ويكون بمعنى : الاتّباع ؛ قال الله تعالى : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ) [محمد : ٣٨] ، أي : تُعرضوا عن الإسلام.

وأمّا قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ) [التوبة : ٢٣] ، معناه : من يَتَّبعهم ويَنْصرهم.

وتوليت الأمر تولياً ، إذا وَليته ؛ قال الله تعالى : (تَوَلَّى كِبْرَهُ) [النور : ١١] أي : وَلي وِزر الإفك وإشاعته.

ابن الأعرابي : الموالاة : أن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصُّلح ، ويكون له في أحدهما هوى فيواليه ، أي يُحابيه.

قال : والى فلان فلاناً ، إذا أَحَبَّه.

وللمُوالاة مَعنى ثالث ، سمعتُ العربَ تقول : والُوا حَواشِيَ نَعَمكم من الجِلّة ، أي اعزلوا صغارها عن كبارها.

واليْناها فتوالَت ؛ وأَنْشد بعضُهم :

وكُنّا خُلَيْطَى في الجِمالِ فأَصْبحت

جِمالِي تُوالَي وُلَّهاً مِن جِمَالِكا

ومنه قول الأعشى :

ولكنّها كانتْ نَوى أَجْنبيّةً

تَوَالِيَ رِبْعيّ السِّقَابِ فأَصْحَبَا

ورِبْعي السِّقاب : الذي نُتج في أول الربيع. وتواليه أَن يُفْصل عن أمّه فيشتد وَلَهُه إليها إذا فَقدها أوّل ما يُوالَى ، ثم يَسْتمر على المُوالاة. ويُصْحِب ، أي يَنْقاد ويَصْبر بعد شدَّة وَلهه لمُفارقته أُمّه.

وفي «نوادر الأعراب» : توالَيْتُ مالي ، وامْتَزْت مالِي ، وازْدَلْت مالِي ، بمعنى واحد.

جعلت هذه الأحرف واقِعَة ، والظاهر منها أنها لازمة.

والوليّة : البَرْذعة ، وجمعها : الوَلايا.

والمَوالاة : المُتابعة.

يُقال : والَى فلانٌ برُمْحه بين صَيْدين ، وعادى بينهما ، وذلك إذا تابع بينهما بطَعْنَتين مُتواليَتْين.

ويُقال : أصبته بثلاثة أَسهم وَلَاءً ، أي تِباعاً.