حرف الباء
ابن المُظفر ، قال أبو عبد الرحمن : قد مَضت العربيّة مع سائر الحُروف ، فلم يبق للباء مضاعف ، ولا صحيح ولا معتل ولا رُباعي ، وبقي منه اللَّفيف وأحرف من المعتل مُعربة ، مثل : البوم ، ولميبة ، وهي فارسيّة ؛ وبَمَّ العُود ، ويَبَنْبَم ، موضع.
البوم : قلت : أما «البوم» ، فهو الذكر من الهام ، وهو عربيّ.
يُقال : بُوم بَوّام باللَّيل ، إذا كان يَصِيح.
يبنبم : وذكر حُميد بن ثور «يَبَنْبَم» :
إذا شِئت غَنَّتْني بأجْزاع بِيشةٍ |
أو النّخل مِن تَثْليث أو من يَبَنْبَمَا |
بم : و «بَمّ» : مدينة بكرَمان ، ذكرها الطِّرمّاح فقال :
* ألَيْلَتنا في بَمّ كَرْمان أَصْبِحي*
وأما «بم» العُود ، الذي يُضْرب به ، فهو أحَد أوتاره ، وليس بعربيّ.
باب اللفيف من حرف الباء
بب ـ بي ـ باء ـ بأى ـ بو ـ باب ـ بيا ـ أب ـ آب ـ ابى ـ واب ـ وبا.
بب : روى زَيد بن أَسلم ، عن أبيه ، عن عمر ، أنه قال : لئن عِشْت إلى قابل لأُلْحقنّ آخر النّاس بأولهم حتى يكونوا بَيَّاناً واحداً.
قال أبو عُبيد : قال عبد الرحمن بن مَهْدِيّ : يَعْني : شيئاً واحداً.
قال أبو عُبيد : وذاك الذي أراد. ولا أحسب الكلمة عربيّة ، ولم أسمعها في غير هذا الحديث.
وقال أبو سعيد الضَّرير : لا نَعرِف «بَبّاناً» في كلام العرب ؛ والصحيح عندنا : بَيَّاناً واحداً.
قال : وأصل هذه الكلمة أن العرب تقول إذا ذكرت مَن لا يُعرف : هذا هيّان بن بيّان ، كما يُقال : طامِر بن طامِر.
قال : فالمَعنى : لأُسوّينّ بينهم في العَطاء ، فلا أُفضِّل أحداً على أحد.
قلت : بَبّاء ، بباءين ، حرف رواه هشام بن سعد وأبو مَعْشر ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه : سمعت عمر.
ومثل هؤلاء الرُّواة لا يُخطئون فيُصحِّفوا ، و «بَبّان» وإن لم يكن عربيًّا مَحضاً فهو