بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١)
أبواب الثلاثي المعتل من حرف الذال
[باب الذال والراء]
ذ ر (وايء)
ذرأ ـ ذرا ـ ذأر ـ وذر ـ ذير ـ روذ ـ رذي.
ذرأ : قال اللَّيْثُ : يُقال : ذَرأَ اللهُ الخَلْق يَذْرَؤُهم ذَرْءاً.
ومِن صِفات الله : الذَّارِىءُ ، وهو الذي ذرأ الخلق ، أي خَلَقهم ، وكذلك البارِىءُ.
وقال الله تعالَى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) [الأعراف : ١٧٨] أي خَلَقْنا.
وقال عزوجل : (لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ) [الشورى : ١١].
قال أبو إسْحَاق : المَعْنَى : يَذْرَؤكم به ، أي يُكَثّركم ، يَجْعله منكم ومن الأَنْعام أَزْوَاجاً ، ولذلكَ ذكر الهاء في (فِيهِ) ؛ وأَنْشد الفَرّاء فيمن جَعَلَ «في» بمَعْنى الباء :
وأَرْغَبُ فيها عَن لَقِيطٍ ورَهْطِه |
ولكنَّني عن سِنْبِسٍ لستُ أرْغَبُ |
أي أَرْغب بها.
قلتُ : وقال الفَرّاءُ في تَفسير الآيةِ نحواً مما قال الزجَّاج ، وهو صَحِيح.
أبو عُبَيد ، عن الأَحْمر : أَذْرأَنِي فلانٌ وأَشْكَعني ، أي أَغْضَبني.
وقال أبو زَيْد : أَذْرَأْتُ الرَّجُل بصَاحِبه إذْرَاءً ، إذا حَرَّشْتَه عليه وأَوْلَعْتَه به.
__________________
(١) حقق هذا الجزء من الطبعة القديمة للدار المصرية الأستاذ إبراهيم الإبياري رحمهالله ، وقد آثر في عمله «إقامة النص اللغوي على السلامة التي لا تحتمل التخريج والتأويل» فلم يكثر من التخاريج ولم يثقل هوامش الكتاب ، وكان له تعليقات على مواضيع منه ارتأينا إثبات المهم منها في طبعتنا هذه لأهميتها ورمزنا في آخر تعليقاته ب (إبياري).