ه ـ المفعول فيه
المفعول فيه هو الذي نسميه ظرف الزمان والمكان ، وقد سمي مفعولا فيه لأنه لا يتصور وجود مكان أو زمان دون أن يكون هناك حدث يحدث فيهما ، ولذلك يقدرون الظرف بأن معناه حرف الجر (في) ؛ فأنت حين تقول : حضر عليّ يوم الجمعة ، فإن معناه : حضر عليّ في يوم الجمعة. ولعله سمي ظرفا لأن المكان أو الزمان إنما هو وعاء يحتوي الحدث أي أنه ظرف والحدث مظروف فيه. ولذلك لا بد أن يكون للظرف متعلّق يتعلق به يكون مشتقا أو ما يقوم مقام المشتق على النحو الذي سنفصله في بابه من شبه الجملة.
وهناك تفصيلات كثيرة في مطوّلات النحو لا مجال لها هنا ، وإنما الذي يهمنا ـ في التطبيق النحوي ـ حالته في الجملة.
والظرف حكمه النصب لفظا أو محلا ، والذي ينصبه ـ أي العامل فيه ـ هو المتعلّق الذي يتعلق به ، ونقول إنه منصوب على الظرفية أي لدلالته على مكان وقوع الحدث أو زمانه. أما إن كانت الكلمة التي تستعمل ظرفا غير مشتملة على الحدث ، أي أن الحدث لا يقع فيها ، فإنها لا تعرب ظرفا بل تعرب حسب موقعها من الجملة. مثل :
اليوم أربع وعشرون ساعة.
(من الواضح أن كلمة «اليوم» التي تستعمل غالبا ظرف زمان لم يحدث فيها هنا حدث ، وإنما هي اسم محكوم عليه بحكم هو أربع وعشرون ساعة ، فالجملة مبتدأ وخبر). مثل :
المؤمن يخشي يوم القيامة.
يوم : مفعول به منصوب بالفتحة.
(من الواضح أيضا أن كلمة (يوم) لم يقع فيه الفعل (يخشي) بل وقع عليه ، لأن المؤمن لا ينتظر حتى يأتي يوم القيامة لكي يخشي فيه ، بل إنه الآن يخشي يوم القيامة ، ولذلك فالكلمة مفعول به)