ـ ٥ ـ
جملة التعجب
و «التعجب» أيضا من «الأساليب» الشائعة في العربية ، وتستعمل فيه أنواع كثيرة من التراكيب ، لكن التعجب «القياسي» المعروف له صيغتان :
ما أفعله. |
أفعل به. |
وهما جملتان مختلفتان من حيث النوع : فالأولي اسمية ، والثانية فعلية على ما سترى في إعرابهما ، لكنهما تشتملان على فعلين : (أفعل ، أفعل) ، وهما فعلان جامدان ماضيان ، لا تلحقهما علامات تأنيث أو تثنية أو جمع.
ومع أنهما فعلان ماضيان فإنهما ـ في الأرجح ـ خاليان من الدلالة على الزمن إلا إذا كانت هناك قرينة تدل على ذلك ، فنحن حين نقول :
ما أصبر المؤمن. |
أصبر بالمؤمن. |
فإننا لا نتعجب من صبر المؤمن في وقت معين ، وإنما هو تعجب عام ، ومن ثم قال النحاة إن جملة التعجب ليست جملة خبرية على الأغلب ، بل هي جملة إنشائية تدل على إنشاء التعجب أو على «الانفعال» بشئ ما.
وهذان الفعلان لا يصاغان إلا بشروط معينة تفصلها كتب النحو ، ونجملها لك هنا بأنه يشترط في صياغتها أن تكون من كل فعل ثلاثي متصرف قابل للمفاضلة مبني للمعلوم تام مثبت ليس الوصف منه على أفعل فعلاء.
فإذا استوفى الفعل هذه الشروط صحّت الصياغة منه ، وأعربته على النحو التالي :
ما أجمل السماء.
ما : اسم تعجب مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.