جمهرة القدماء من تعليق شبه الجملة بمحذوف اعتمادا على أن الظرف والجار لا يدلان بنفسهما على شئ مستقل ، وإنما يدلان على معنى بارتباطهما بحدث. ثم إن هذا الخبر المحذوف لا يحذف إلا إذا دل على كون عام ؛ أي «موجود أو كائن أو مستقر» ، أما إذا دل على كون خاص فإنه لابد أن يظهر وإلا ضاع المعنى الذي تريده ، مثل : زيد مريض في البيت. لابد أن يظهر الخبر هنا. وظهوره في موضع يدل على وجوده في الموضع السابق لكنه حذف لسهولة فهمنا له طالما أنه يدل فقط على معنى «موجود أو كائن» إن هذا التعلق مهم في فهم تركيب الجملة العربية ، بل إننا لا نرى صعوبة في إفهام الناشئة موضوع التعلق لو أحسن عرضه عليهم ولو استطعنا ـ وذلك مسور غاية اليسر ـ إفهامهم معنى الحدث ووقوعه مع ربط المصطلحات النحوية (كتعبيرنا أن المتعلق ينبغي أن يكون مشتقا) بأمثلة تميط عنها غموضها حتى يستطيع الدارس استعمالها من تلقاء نفسه دون شعور بما يحيطها من أسرار مفتعلة.
والشىء الذي يتعلق به شبه الجملة هو الفعل كما في الأمثلة السابقة ، أو ما يشبه الفعل من كل كلمة تحمل معنى الحدث ، مثل :
أ ـ المصدر ، مثل :
أحب السفر في القطار ليلا.
في القطار : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالمصدر (السفر).
ليلا : ظرف زمان ، وشبه الجملة متعلق بالمصدر (السفر).
ب ـ اسم الفعل ، مثل :
أف من المنافقين.
من المنافقين : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق باسم الفعل (أف).
ج ـ اسم الفاعل ، مثل :
زيد مسافر غدا بالطائرة.
غدا : ظرف زمان ، وشبه الجملة متعلق باسم الفاعل (مسافر).