في البيت : جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة لا محل له من الإعراب.
ز ـ أن يكون الاستعمال قد جرى على حذفه ، كأن تقول لمريض شرب دواء : بالشفاء ، أو ضيفا تناول طعاما : بالصحة ، أو صديق تزوج :
بالرّفاء والبنين.
بالشفاء : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره شربت.
بالصحة : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أكلت.
بالرفاء : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره تزوجت.
وكذلك في حالة القسم بالواو أو التاء مثل : والله أو تالله.
والله : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أقسم.
وبعد فقد ظهر أن شبه الجملة يتضمن الظرف والجار والمجرور ، وقد عرضنا للظرف في موضعه الخاص من الجملة الفعلية ونقصر الحديث التالي على الجار والمجرور.
١ ـ يقول النحاة إن الحرف هو ما دل على معنى في غيره. وليس ذلك صحيحا صحة كاملة ؛ لأن للحرف معنى يدل عليه ، والنحاة أنفسهم يقولون إن حرف «من» مثلا يفيد التبعيض أو الابتداء ، وأن «إلى» تفيد الغاية ... الخ فضلا عن أن الحرف نفسه يؤثر في الأسماء والأفعال بحيث يغير معانيها أو يقلبها إلى النقيض ، وأقرب مثال على ذلك قولنا (رغب في ، ورغب عن) واستعمال حروف الجر استعمال سماعي في اللغات جميعها. إن حرف الجر الذي يكون في العربية شبه جملة لا يكفي فيه أن نقول إنه «ما دل على معنى في غيره» لأن له أهمية في الاستعمال اللغوي يحتاج معه إلى درس متأنّ ليس هنا مجال الحديث عنه.
والحق أن حرف الجر إن كان يدل على معنى ، فإن هذا المعنى لا يتصور تصورا صحيحا إلا بارتباطه مع حدث من الأحداث ، ومن ثم ظهرت فكرة التعلق التي أشرنا إليها منذ قليل.
وحرف الجر على ثلاثة أقسام :