قد وردت من أمكنه |
|
من ههنا ، ومن هنه |
قال الشارح (١) : «ذا» إشارة إلى حاضر مذكّر ، والمؤنّث «تا» و «ذي». وليست الياء في «ذي» للتأنيث ، إنما هي عين الكلمة ، والتأنيث يفهم من نفس الصّيغة ، كما قلنا في «بنت» و «أخت». وتبدل منها الهاء ، فيقال : «ذه». والذي يدلّ على أنّ الياء هي الأصل ، والهاء مبدلة منها ، قولهم في تصغير ذه وذي جميعا : «ذيّا» كالمذكّر ، فتعود الهاء إلى الياء. ولو كانت الهاء هي الأصل لظهرت في التّصغير.
وإذا ثبت أنّ الهاء بدل من الياء ، فكما أنّ الياء ليست للتأنيث فكذلك الهاء أيضا ليست (٢) للتأنيث ، إذ لو كانت للتأنيث لكانت زائدة. وهي ههنا بدل من عين الكلمة ، كما أنّ ميم «فم» بدل من الواو ، وهذا نصّ سيبويه (٣) ، مع أنّ هاء التأنيث تكون
__________________
أيضا في الملوكي ص ٤٧ وشرح المفصل ٣ : ١٣٨ و ٤ : ٦ و ٩ : ٨١. وانظر ص ٣١٥.
(١) ش : «قال شيخنا موفق الدين». وانظر شرح المفصل ١٠ : ٤٣ ـ ٤٥.
(٢) سقط من ش.
(٣) زاد في ش : رحمهالله.