لصرفتهما معرفة». يعني : بنتا وأختا. وهذا نصّ من سيبويه ؛ ألا ترى أنها لو كانت للتأنيث (١) لما انصرف الاسم ، كما لا ينصرف : حمزة وطلحة. وإنما التأنيث مستفاد من نفس الصيغة ، ونقلها من بناء إلى بناء ؛ ألا ترى أنّ أصل «بنت» : بنو ، فنقلوه إلى «فعل» ألحقوه بجذع ، بالتاء. وأصل «أخت» : أخو ، نقلوه إلى «فعل» ألحقوه بقفل وبرد. وأصل «هنت» : هنو ، نقلوه (٢) إلى زنة «فعل» كفلس وكعب. وصار ذلك عملا اختصّ به المؤنث.
ومثل ذلك قول الشاعر (٣) :
جرى ، عشت رحنا عامدين لأرضهم ، |
|
سنيح ، فقال القوم : مرّ سنيح |
وذلك أنّه بنى من أصل «عشيّة» اسما على «فعل» ولامه واو ،
__________________
(١) وزعم سيبويه في الكتاب ٢ : ٨٢ و ٣٤٨ أنها للتأنيث!
(٢) في الأصل : فنقلوه.
(٣) أبو حية النميري. الحيوان ٣ : ٤٤٥ والأمالي ١ : ٧٩ والسمط ص ٢٤٣ وزهر الآداب ص ٤٧٧ واللسان والتاج (سنح). والسنيح : ما مرّ من المياسر إلى الميامن ، يتشاعم به.