ولبث في عمله هذا زمانا طويلا ، يلازمه الطلاب والعلماء ، ويصنف ما تيسّر له ، حتى شاخ وهرم ، وأدركته المنية في سحر الخامس والعشرين ، من جمادى الأولى سنة ٦٤٣. ودفن من يومه بالمقام المنسوب إلى إبراهيم الخليل عليهالسلام ، بعد أن زرع العلم والمعرفة ، وترك مصنفات أشهرها : شرح المفصّل للزمخشري ، وكتابنا هذا الذي ننشره (١).
٣
وأما الكتاب ، كتابنا الذي ننشره ، فهو «شرح الملوكيّ في التصريف». فقد كان أبو الفتح عثمان بن جني صنف كتابا في علم التصريف لطيفا ، سمّاه «مختصر التصريف» (٢) ، واشتهر بين الناس باسم «الملوكيّ» (٣). وطبع غير مرة.
وقد شاع ذكر ذلك الكتاب بين العلماء ، فشرحه :
عمر بن ثابت الثمانيني (٤) ، المتوفى سنة ٤٤٢.
__________________
(١) وله أيضا حاشية على كتاب «المنصف» لابن جني. كشف الظنون ص ٤١٢. ووهم البغدادي فزعم أن له حاشية على تصريف العزي لابن جني! هدية العارفين ٢ : ٥٤٨. وذكر أن له كتابا اسمه «تفسير المنتهى من بيان إعراب القرآن». بروكلمان ٥٢١ : ١.S.
(٢) كذا جاء في إجازة له بخطه. إرشاد الأريب ٥ : ٢٩ ـ ٣٠ والمبهج ص ٤. وقد ذكر للكتاب أسماء أخرى : مقدمات أبواب التصريف ، ومختصر التصريف الملوكي ، وجمل أصول التصريف.
(٣) فهرست ابن خير ص ٣١٧. وزعم شمس الدين محمد بن ابراهيم بن ساعد ، وأخذ عنه طاش كبري زاده ، أن ابن جني سمى كتابه هذا «التصريف الملوكي». ارشاد القاصد الى أسنى المقاصد ومفتاح السعادة ١ : ١٣٤ ـ ١٣٥. وزعم البغدادي أن التصريف الملوكي هو للمازني. الخزانة ١ : ١١٦ و ٢ : ٢٣٦ و ٣ : ٣٦٧.
(٤) إرشاد الأريب ٦. ٤٦ وابن عصفور والتصريف ص ٢٤٣.