فلمّا كان بناء هذه الصّيغ يحدث فيها هذه المعاني دلّ أنها ليست للإلحاق. فاعرفه.
* * *
الضرب الثالث : غير الموازن. وهو عشرة أبنية (١) : تفعّل ، وتفاعل ، وانفعل ، وافتعل ، وافعلّ ، واستفعل ، وافعالّ ، وافعوعل ، وافعوّل ، وافعنلل. منها اثنان ليس في أوّلهما همزة ، وثمانية قد لزمت أوّلها همزة الوصل لسكونه. وإنّما سكنت أوائلها لئلّا يتوالى فيها أكثر من ثلاث متحرّكات ؛ ألا ترى أنّا لو حرّكنا النون من «انطلق» ، والطاء واللام والقاف متحرّكات ، لتوالى أربع متحرّكات ، وذلك مفقود في كلامهم. والباقي محمول ٢٨ على ما ذكر. /
فأما «تفعّل» فهو مطاوع «فعّل» ، نحو : كسّرته فتكسّر ، وقطّعته فتقطّع. وهو نظير «فعلته فانفعل» ، نحو : قطعته فانقطع ، وكسرته فانكسر ، إلّا أنّ هذا يكون متعدّيا وغير متعدّ. فالمتعدّي نحو قوله تعالى (٢)(يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ
__________________
(١) كذا وفيها موازنات وملحقات. وانظر شرح المفصل ٧ : ١٥٨ ـ ١٦٢.
(٢) الآية ٢٧٥ من سورة البقرة.