كلثم وكلمتها التي قالت للحسين ، حين فتحت الباب ونظرت إليه وإرسالها مولاة لها إلى الحسين فيما بعد ، والله العالم.
ونذكر الآن ما أورده الفيروزآبادي في «المغانم المطالبة» عند ذكر «عيون الحسين» قال :
«عيون الحسين : بن زيد رضي الله عنهما. كان للحسين بن زيد بن علي بن الحسين رضى الله عنهم ثلاثة عيون بأعمال المدينة ، أجراها هو من خالص ماله : إحداها كانت ب «المضيق» والاخرى ب «ذي المروة» والثالثة ب «السقيا» (١).
حكى القاضي أبو الفرج النهرواني بسنده عن سليمان (٢) بن جعفر الجعفري ، عن الحسين بن زيد أنّه كان نشأ في حجر أبي عبد الله (يعني جعفر بن محمّد (ع)) فلمّا بلغ مبلغ الرجال قال له أبو عبد الله (ع) : ما يمنعك أن تتزوّج فتاة من فتيات قومك؟ قال : فأعرضت عن ذلك ، فأعاد عليّ غير مرّة ، فقلت له (ع) : من ترى أن أتزوّج؟ فقال (ع) : كلثوم بنت محمّد بن عبد الله الأرقط ، فإنّها ذات جمال ومال ، قال : فأرسلت إليها ، فتهازرت (٣) على رسولى وضحكت منه ، وتعجّبت كلّ العجب لإقدامي وجرأتي على خطبتها ، فأتيت أبا عبد الله (ع) فأخبرته ، فقال لمعتب (٤) : ائتني بثوبين يمنيّين معلّمين ، فأتى بهما فلبستهما ، ثمّ قال لي : تعرّض
__________________
(١) هي الواقعة بطريق مكّة إلى المدينة وتعرف الآن باسم «أمّ البرك» (من حاشية الكتاب).
(٢) هو رحمهالله من أصحاب الكاظم والرضا عليهماالسلام (راجع تنقيح المقال ج ٢ ص ٥٥).
(٣) هزره بالعصا ضربه ، وبه ضحك.
(٤) هو مولى أبي عبد الله (ع) ويقول العلاّمة المامقانى «ره» : لا شبهة في وثاقته (تنقيح ـ