أن تمرّ بقرب منزلها وتستقي ماء ، واحرص أن يعلم بمكانك ، قال : فوقفت بالباب ، فعلمت بمكاني ففتحت ، فنظرت إليها فأشرفت عليّ ، وأنا لا أعرفها ، فنظرت إليّ ثمّ قالت : «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه»!!!
ثمّ انصرفت ، فأتيت أبا عبد الله عليهالسلام فأخبرته ، وكنت ربّما غبت عن المدينة أتصيّد ، فقال عليهالسلام لي : إذا شئت فغب عن المدينة أيّاما ، فغبت أيّاما ، ثمّ نزلت المدينة فإذا مولاة لها قد ائتني فقالت : نحن نريد أن نعمرك للعرس وأنت تطلب الصيد وتضحي للشمس قد جئت وطلبتك غير مرّة من سيّدتي ، وبعثت معي بألف دينار وعشرة أثواب وتقول لك : تقدّم إذا شئت فاخطبني وأمهرنيها ، فإنّ لك عشرة جميلة ومؤاتاة ، فغدوت فملكتها وأمرتها التهيّؤ ، ثمّ جئت أبا عبد الله عليهالسلام فأخبرته ، فقال : تهيّأ للسفر وانظر من يخرج معك.
وإذا كان ليلة الخميس فادخل مسجد النبي صلىاللهعليهوآله ، فسلّم على جدّك وودّعه ، ونحن ننتظرك ببئر زياد بن عبد الله ، ففعلت ما أمرني به وأتيته ، فأجده والقاسم ابن إسحاق وإبراهيم بن الحسن ، فلمّا وقفت عليه أمر لي بثياب السفر وخلا بي ، فقال عليهالسلام : استشعر تقوى الله ، واحدث لكلّ ذنب توبة ، لذنب السرّ توبة سرّ ، ولذنب العلانية توبة علانية ، امض لوجهك فقد كتبت لك إلى معن بن زائدة كتابا ، وغيبتك في سفرك هذا ثلاثة أشهر إن شاء الله تعالى ، فإذا جئت «صنعاء» فانزل منزلا ، ولا تحمل بأحد على «معن» وائت إليه بإذن عام مع الناس ، وإذا دخلت عليه فعرّفه من أنت ، فإن رأيت منه جفوة ونبوّة فاغتفرها وأعرض عنها ، فإنّك ستصيب منه عشرين ألف دينار سوى ما تصيب من غيره.
__________________
٣ / ٢٧٧).