وهذا يعرب عن أنّ العنوان الواضح هو ما اختاره المتأخّرون من عمومية قدرته لأفعال العباد.
الأمر السادس في إيضاح الجهمية والنجارية والضرارية
إنّ هذه الطوائف الثلاث من دُعاة القول بالجبر وخلق الأعمال وانّ نصيب العبد من الفعل هو الكسب ، ولذا حاولنا أن نقول فيهم كلمة للإيضاح.
تنتسب الجهمية إلى جهم بن صفوان (المتوفّى ١٢٨ ه) وهو تلميذ الجعد بن درهم الذي قتله خالد بن عبد الله القسري سنة ١٢٤ ه.
ويليهم في القول بالجبر النجارية وهم أصحاب الحسين بن محمد بن عبد الله النجار (المتوفّى عام ٢٣٠ ه) وله مناظرات مع النظام.
وعرفهم الشهرستاني بقوله بأنّهم يقولون إنّ الباري تعالى هو خالق أعمال العباد خيرها وشرها ، حسنها وقبيحها والعبد مكتسب لها ، ويثبتون تأثيراً للقدرة الحادثة ويسمّون ذلك كسباً. (١)
الضرارية نسبة إلى ضرار بن عمرو ، وقد ظهر في أيام واصل بن عطاء ، وقد ألف قيس بن المعتمر كتاباً في الردّ على ضرار سمّاه كتاب «الردّ على ضرار».
إنّ هذه الطائفة أيضاً تقول بأنّ أفعال العباد مخلوقة لله حقيقة والعبد مكتسبها. (٢)
__________________
(١) لاحظ الملل والنحل للشهرستاني : ١ / ٨٩.
(٢) مقالات الإسلاميين : ١٢٩ ؛ الملل والنحل : ١ / ٩٠.