٣
الإرادة الإلهية من صفات الذات
قد عرفت أنّ الإرادة بتفاسيرها المختلفة لا تليق أن تنسب إلى الله سبحانه ، ولذلك عاد القائلون بأنّ الإرادة من صفات الذات إلى تفسيرها بنحو يناسب ذاته سبحانه ، وإليك تفاسيرهم :
الأُولى : الإرادة هو العلم بالأصلح
يظهر من صدر المتألّهين وغيره ، أنّ إرادته سبحانه عبارة عن العلم بالأصلح ، فقال الأوّل : فثبت انّ إرادة الله ليست عبارة عن القصد ، بل الحقّ في كونه مريداً ، انّه سبحانه وتعالى يعقل ذاته ، ويعقل نظام الخير الموجود في الكلّ من ذاته ، وانّه كيف يكون؟ وذلك النظام يكون لا محالة كائناً مستفيضاً وهو غير مناف لذات المبدأ الأوّل جلّ اسمه ، لأنّ ذاته كلّ الخيرات الوجودية كما مرّ مراراً من أنّ البسيط الحق كلّ الأشياء الوجودية ، فالنظام الأكمل الكوني الإمكاني تابع للنظام الأشرف الواجبي الحقّي ، وهو عين العلم والإرادة فعلم