٦
الإرادة التكوينية والتشريعية
تنقسم الإرادة إلى تكوينية وتشريعية ، واختلفوا في تفسير هذا التقسيم إلى نظريات
الأُولى : نظرية المحقّق الخراساني
قال المحقّق الخراساني : الإرادة التكوينية عبارة عن العلم بالنظام على النحو الكامل التام ، والإرادة التشريعية هو العلم بالمصلحة في فعل المكلّف. (١)
وفسّرهما في موضع آخر بالعبارة التالية وقال : لا محيص عن اتّحاد الإرادة والطلب وان يكون ذلك الشوق المؤكّد المستتبع لتحريك العضلات في إرادة فعله بالمباشرة (التكوينيّة) أو المستتبع لأمر عبيده به فيما لو أراده لا كذلك (لا بالمباشرة) مسمّى بالطلب والإرادة. (٢)
والعبارة الأُولى ناظرة إلى تفسير الإرادتين في حقّه سبحانه ، والثانية ناظرة إلى تفسيرهما في الإنسان.
فالإرادة التكوينية على التفسير الأوّل هو العلم بالنظام على النحو
__________________
(١) الكفاية : ١ / ٩٩.
(٢) الكفاية : ١ / ٩٦.