٣
هل العصمة موهبة إلهية أو أمر اكتسابي
قد وقفت على حقيقة «العصمة» والعوامل التي توجب صيانة الإنسان عن الوقوع في حبال المعصية ، ومهالك التمرّد والطغيان ، غير انّ هاهنا سؤالاً هاماً يجب الإجابة عنه وهو : أنّ العصمة سواء أفسّرت بكونها هي الدرجة العليا من التقوى ، أو بكونها العلم القطعي بعواقب المآثم والمعاصي ، أم فسّرت بالاستشعار بعظمة الرب وجماله وجلاله ، وعلى أيّ تقدير فهو كمال نفساني له أثره الخاص ، وعندئذ يُسأل عن أنّ هذا الكمال هل هو موهوب من الله لعباده المخلصين ، أو أمر حاصل للشخص بالاكتساب؟ فالظاهر من كلمات المتكلّمين انّها موهبة من مواهب الله سبحانه يتفضل بها على من يشاء من عباده بعد وجود أرضيات صالحة وقابليات مصحّحة لإفاضتها عليهم.
قال الشيخ المفيد : «العصمة تفضل من الله على من علم أنّه يتمسك بعصمته». (١)
__________________
(١) شرح عقائد الصدوق ، ٦١.