مشروط بعدم تعاطيه ما يدخله مدخل الهدى ، كلّ ذلك لحكمة.
إنّ تلك السنّة ـ الّتي تُمكّن الإنسان من تغيير مصيره ـ بصيص أمل للمذنبين ، لئلاّ يقنطوا ، ولئلاّ ينقطع رجاؤهم من رحمته سبحانه ، بل تبقى اضبارة أعمالهم مفتوحة حتّى السنين الأخيرة من أعمارهم ، كما هي إنذار للصالحين بأن لا يغتروا بأعمالهم الصالحة ، وذلك لأنّ العبرة بخواتيم الأعمال ، فلو صدر منهم في فترة أُخرى من حياتهم ما يغضب الرب فسوف يتغيّر تقديره سبحانه من صلاح إلى طلاح.
وبما انّ لهذه السنة أثراً تربوياً في الأُمّة ، نرى أنّ الروايات كالآيات تركّز على تمكّن الإنسان من تغيير مصيره من خير إلى شر ومن شر إلى خير ، وقد تضافرت الروايات عن النبيّ الأعظم ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وأئمّة أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ في هذا المقام نذكر فيما يلي نماذج منها.
أثر الدعاء في تغيير المصير
أخرج الحاكم عن ابن عباس رضياللهعنه قال : لا ينفع الحذر عن القدر ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر. (١)
وأخرج ابن أبي شيبة في «المصنّف» وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود رضياللهعنه : قال : ما دعا عبد بهذه الدعوات إلاّ وسّع الله له في معيشته :
«يا ذا المن ولا يُمنّ عليه ، يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول ، لا إله إلاّ أنت ظهر اللاجين وجار المستجيرين ، ومأمن الخائفين إن كنت كتبتني
__________________
(١) الدر المنثور : ٤ / ٦٦١.