١
المصالح العالية تقتضي التنصيص على الاسم
كانت المصالح بعد رحيل النبي مقتضية لأن ينصب النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ شخصاً مكانه ، وكان في ترك الأمر إلى رأي الأُمّة مفسدة ، ويعلم ذلك من خلال دراسة أمرين
أ: الأُمّة الإسلامية والخطر الثلاثي
كانت الأُمّة الإسلامية قُبيل وفاة النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ محصورة بأكبر امبراطوريتين عرفهما تاريخ تلك الفترة. امبراطوريتان كانتا على جانب كبير من القوّة والبأس والقدرة العسكرية المتفوّقة ممّا لم يتوصّل المسلمون إلى أقلّ درجة منها ... وتلك الامبراطوريتان هما : الروم وإيران. هذا من الخارج.
وأمّا من الداخل ، فقد كان الإسلام والمسلمون يُعانون من جماعة المنافقين الذين كانوا يشكّلون العدوّ الداخلي المبطّن (أو ما يسمى بالطابور الخامس).
كان المنافقون يتربصون بالنبي الدوائر ، حتّى أنّهم كادوا له ذات مرّة ، وأرادوا أن يجفلوا به بعيره في العقبة عند عودته من حجّة الوداع ، وربّما اتّفقوا مع